عرض مشاركة واحدة
قديم 07-24-2010, 09:15 PM   رقم المشاركة : 1
هروب إلى النجاح بقلم عبدالله عمر خياط


 

.

*****

السبت 12/08/1431هـ

مــع الفـجــــر

هروب إلى النجــــــاح

عبدالله عمر خياط


لكل منا في مشوار حياته تجارب تختلف باختلاف الظروف والإمكانات، وفي كتاب تجاوزت صفحاته أربعمائة صفحة قدم سعادة الدكتور سعيد بن عطية أبو عالي سيرة أيامه التي عاشها في عراك مع الحياة، لتحقيق مستهدفاته في خدمة العلم والوطن.

الكتاب بعنوان: (هروب إلى النجاح) ومع أن الكتاب سيرة ذاتية، لكنه يقدم في ذات الوقت رؤية شخصية لمسيرة التنمية الشاملة في المملكة العربية السعودية. إذ يقول سعادته: لقد حاولت تصوير مظاهر الحياة منذ أن كان لم يوجد بالعاصمة المقدسة، مكة المكرمة، إلا شارع واحد معبد بالاسفلت وحتى رحلة الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز إلى الفضاء.

إنها قصة أيامي منذ أن مشيت حافيا، وافترشت الأرض للدراسة بمدرسة بني ظبيان الابتدائية، إلى أن سافرت بالطائرة من جدة إلى نيويورك للدراسة في أرقى الجامعات الأمريكية.

إنني أروي قصة خدمتي لبلادي، وهي قصة أبناء وبنات جيلي، وأرحب بكل تصحيح وملاحظة)).

- ولعل مما استوقفني في الكتاب الذي يؤرخ لمرحلة هامة في مسيرة التعليم ببلادنا ما كتبه تحت عنوان: «مواقف تستحق التسجيل» ومنها: استقبل الملك خالد بن عبد العزيز – رحمه الله – الملكة اليزابيث ملكة بريطانيا في مطار الظهران، وكنت ضمن المستقبلين يومها، صافحت الملكة معرفا باسمي وعملي، عندما ذكرت عملي قالت: جميل جدا، كم عدد التلاميذ، وما هي المراحل الدراسية ؟.

ذكرت لها ذلك بسرعة وفوجئت عند خروجي من قاعة الاستقبال بعدد من البريطانيين والبريطانيات يسألونني عما قالت لي الملكة ؟ هذا الموقف من الملكة يدل على اهتمامها الشخصي بتعليم الناس، ومن جانب مواطنيها يدل على احترامهم لقادتهم وتثمين ما يسمعون.

- أنت.. لا تعرفني، ولكن لعلك تذكر عندما زرت مدرستنا الثانوية في رفحا، وكنت أداعب زملائي في فصلهم وأنا خارج المدرسة، أقبلت يومها يا دكتور سعيد نحوي، وفاجأتني بالتحية وقلت لي: لماذا لا تدخل الفصل فأخبرتك أن المدرس أخرجني من الفصل، يومها أمسكت بيدي ودخلت معك، وطلبت أنت من مدير المدرسة أن يتجاوز عني، من ذلك اليوم عكفت على الدراسة، وهذا أبي، وغدا سأتخرج طبيبا من هذه الجامعة، هزني الموقف ونقلني إلى مستقبل مشرق لهذه البلاد، ما أزال أتطلع إليه على أيدي الشباب أمثال هذا الطالب الخريج الطبيب.

- ذات ليلة وكان وقتها موسم الاختبارات النهائية، وبعد الساعة الثانية صباحا رن الهاتف في منزلي مرات متتالية دون انقطاع، بتردد وتضجر رديت.
- ألو .. صباح الخير ! أنت الدكتور سعيد ؟.
- يتكلم.
- يتكلم ؟! كيف ؟ أنت مدير التعليم ؟.
- نعم أنا مدير التعليم.
- (ضحكات مسموعة): نحن خمسة طلاب نذاكر للاختبار، تذكرناك وقلنا هو نائم ونحن سهرانين.
- ضحكت وقلت: بلغ زملاءك التحية، وأنا أدعو لكم بالنجاح، ولكن الأفضل أن تكونوا نائمين أنتم أيضا في هذا الوقت لكي يكون الاختبار عليكم أسهل، ولكي تحققوا درجات أعلى، وهذا الكلام أقوله لكم عن تجربة مني عندما كنت طالبا وفقكم الله.

تحية لأخي الكريم الدكتور سعيد عطية أبو عالي وشكرا له على إهدائه الكريم.


*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس