سعادة اللواء محمد أبو عالي مصدر فخر واعتزاز لنا جميعاً ولوادي العلي وغامد ،
وكان يذكر لي أحد الأقارب أنّه كان يًصنّف كثالث محقّق على مستوى المملكة ..
وفي تقديم الخير تجده دائماً أرفع من أعلى درجات العطاء والكرم ، فهو رجل خدوم بكلّ ما تعنيه الكلمة ، وله خدمات جليلة قدّمها لي لا أنساها ما حييت ،
وسأذكر أقلّ ما أسدى إليّ من معروف ..
عندما كنت طالباً في الجامعة وأرث في عمارة والدي - رحمه الله - شقة تجمع أمّي - حفظها الله - إيجارها رغبةً في ادّخارها لتزويجي في أقرب وقت ممكن ..
ولكن تمّ التأجير على شخص عربي امتنع عن الدفع ، ورفع شكوى ضدّه سيتطلب مراجعات عديدة قد لا أستطيع إكمالها في جدّة وقد ينهيها هذا الشخص بالإنكار أو الحلفان ، ولكن باتّصال على أبو عالي دفع المستأجر ما عليه في اليوم التالي مباشرة ..
وذات يوم طلبته رقم جوال مسؤول رفيع في جامعة أم القرى كانت تربطه علاقة بوالدي - رحمه الله - كي أُضيف ساعات دراسيّة ، ولكن سعادة اللواء أبى إلا أن أجي إليه في مكتبه ويخاطب هذا الشخص بنفسه ويؤكّد عليه ليضمن تنفيذ طلبي ، وأنا بالفعل لم أكن أضمن استجابة ذاك الرجل لولا الله ثمّ سعادة اللواء الذي معه تحقّق لي ما أردت ، ولا أنسى منظره حينها وحاله في مكتبه ومقرّ عمله ، فقد كان له هيبة لم أشاهدها على أحد لا من قبل ولا من بعد ..
وهذه موقفين من عدّة مواقف لا تأتي إلا منه ومن أمثاله ..
كما أنّه يملك أسلوب أدبي لا مثيل له على صفحات الساحات ، وكلّ ما أتمنّاه له دوام الصحّة والسعادة ، وأن يحفظه الله ويحفظ ابنه عبدالله ، ويتغمّد والديه بواسع رحمته ..
وأشكرك يا أبا أديب على سرد هذه السيرة العطرة والمليئة بالإنجازات ..