الموضوع: نواب إبليس
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-01-2010, 02:41 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road

نواب إبليس


 




لا تخلو الأرض من قائم بأمْرِ الله ..

كما لا تخلو من وارِث لمهنة إبليس !

فالنوع الأول ورّاث الأنبياء .. يَدْعُون مَن ضَلّ إلى الْهُدى ،

ويصبرون منهم على الأذى ويُبَصِّرون بنور الله أهل العمى ،

فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه ، ومن ضال جاهل قد هدوه ،

فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم

ينفون عن كتاب الله تأويل الجاهلين ، وتحريف الغالين ، وانتحال المبطلين .

قال ابن القيم رحمه الله :

ولولا ضمان الله بحفظ دينه وتكفّله بأن يُقيمَ له من يجدد أعلامه ،

ويُحيى منه ما أماته المبطلون ، ويُنعش ما أخْمَله الجاهلون ،

لهُدِّمت أركانه وتداعى بنيانه ، ولكن الله ذو فضل على العالمين
. اهـ .



والنوع الثاني نُوّاب إبليس .. يُخلِصون له العمل !

ويَخْلُصُون إلى ما لا تَخْلُص إليه الأباليس !

ذلك أن مردة الشياطين تُربّط وتُصفّد في شهر رمضان ..

وأولئك لا يُربَطون ولا يُقيَّدُون !

فلا زاجِر لهم من دِين ، ولا ناهي لهم من عقل !

يَهتزّ إبليس لِطَلْعَة وجه أحدهم !

وإذا رأى إبليسُ طلعةَ وجهه = حَيّا وقال : فَدَيتُ مَنْ لا يُفْلِحُ !

يَدْعُون الناس إلى كل فاحشة ورذيلة !

يُجاهِرون بالمعاصي ، ويَجهَرون بالفسُوق

قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه :

إن المنافقين اليوم شرٌّ منهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ،

كانوا يومئذ يُسِرُّون واليوم يَجْهَرُون
.

اتّخذوا القَينات سلاحا ، والمعازف وسيلة .. واللذة والنشوة غاية وهَدَفاً !

فالغاية عندهم تُسوِّغ الوسيلة !

غناء وغانية !

واختلاط وسُفور !

واحتفال ومَهرَجان !

وتِلك - لَعَمْر الله - أسلحة إبليس! لإفساد وإضلال بني آدم !

أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :

كانتِ الجاهليةُ الأولى فيما بين نوحٍ وإدريسَ عليهما السلام ، وكانتْ ألفَ سنةٍ ،

وإنّ بَطْنَيْنِ من ولدِ آدمَ كان أحدُهما يَسْكُنُ السَّهْلَ ،

والآخرُ يَسْكُنُ الجبَلَ ، فكان رجالُ الجبلِ صِبَاحا ، وفي النساء دَمَامَةٌ ،

وكان نساءُ السَّهْلِ صِبَاحا ، وفي الرِّجَال دَمَامَةٌ ،

وإن إبليسَ أتى رَجُلاً مِن أهلِ السَّهْلِ في صُورةِ غُلامٍ فَأَجَّرَ نَفْسَه ، فكان يَخْدُمُهُ ،

واتَّخَذَ إبليسُ شَبَّابَةً مثل الذي يَزْمُرُ فيهِ الرِّعَاءُ ،

فجاءَ بَصَوتٍ لم يَسْمَعِ الناسُ بِمِثْلِهِ ، فَبَلَغَ ذلك مَن حَولَهُ ، فَانْتَابُوهُم يَسْمَعُون إليه ،

واتَّخَذُوا عِيداً يَجْتَمِعُونَ إليه في السَّنَةِ ، فَتَبَرَّجَ النساءُ للرِّجَالِ ،

وَتَبَرَّجَ الرِّجَالُ لهن ، وإن رَجُلاً مِن أهلِ الجبلِ هَجَمَ عَليهِم في عِيدِهم ذلك فَرَأى النساءَ وَصَبَاحَتِهِنَّ ،

فأتى أصحابَهُ فأخْبَرَهم بِذَلِكَ ، فَتَحَوّلُوا إليهِنّ ، فَنَزَلُوا مَعَهُنَّ ،

وَظَهَرَتِ الفاحشةُ فيهن ، فهو قول الله :


(وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى) .

شَبَّابَة : نوعٌ مِن المزامير !

فانظر - بِعين بصيرتك - بِمَ استعانَ إبليسُ على الفسادِ والإفساد ؟

بأيِّ وسيلةٍ ؟ أم بأيِّ طريقة ؟

استعان على إفساد الناس بغناءٍ وأعيادٍ وخروج نِساء ؟!

وهذه الثلاث :

( الغِناءَ والطَّرَب ، والأعيادَ الْمُحدَثةِ الْمُبتَدَعة ، وإخْراجَ النساء )

هي أسلحةُ إبليس ، وبها يُلوِّحُ وَرَثَتُه ! فيُنادُون بها ، ويُطالبِون بِوجودها !

أولئك - كما يقول ابن القيم - : " نُوّابُ إبليسَ في الأرض ،

وهم الذين يُثَبِّطُونَ الناسَ عن طلبِ العلمِ والتفقُّهِ في الدِّين ،

فهؤلاء أضرُّ عليهم من شياطينِ الجن ،

فإنهم يَحُولون بين القلوبِ وبين هُدى اللهِ وطَرِيقِهِ
".

 

 

   

رد مع اقتباس