عرض مشاركة واحدة
قديم 03-17-2013, 01:14 AM   رقم المشاركة : 3

 

مِن أيِّ جراح ِالأرض ِسَتَشربُ يا عطَشي؟!

( القصيدة التي افتتح بها مهرجان المربدالثاني عشر في 24/11/1996 )
كتب العمل بتاريخ : 1996


أقفـَرَت السـُّوحْ
الخَوفُ كتابٌ مفتوحْ
لا ظلٌ يأتي
لا ظلَّ يَروحْ
وتَلـَبَّسَ وَجه ُالذ ّابِح ِوَجه َالمَذبوحْ
مِن أيِّ جراح ِالأرض ِستَشربُ يا عَطشي؟!

كيفَ تأتي القصيـدَ ه ؟
ومِن أينَ تَملكُ .. أنتَ الظـَّما
المُحاصَرُ حَد َّالعَمى
أنْ تَجيءَ برؤيا جَديـدَ ه ؟!

كانَ جُرحُكَ فيما مضى زاخِراً بالدماءْ
كنتَ تَكتبُ والكبرياءْ
فـَيْضُ دَمْ
يَتـَفـَجَّرُ مِلْءَ القـَلـَمْ
ياه ..
كَم بائساً ، موجـِعاً يُصبحُ الشعرُ
إذ يَغتَدي مَحْضَ صوتٍ وَفـَمْ !
تَستـَفِزُّ الألـَمْ
تَستـَفِزُّ القيَـمْ
ثمَّ إذ تَتَوقـَّفُ ما بينَ سَطر ٍوسَطرٍ
تـُحِسُّ الخـُواءْ
وتـُحِسُّ النـَّدَمْ
وتـُحِسُّ بأنـَّكَ نـَدّابَة ٌ
تـُوقِظ ُالهـَمَّ
لا تـَستَثيرُ الهـِمَمْ !
كيفَ تأتي القصـيد هْ ؟


كانَ لي وطنٌ
منذ ُخمسـينَ عاماً أ ُغَنـّي له ُ
راجِفاً تحتَ رايَتِه ِ في المَطـَرْ
حَد َّقلبي انفـَطـَرْ :
" عِشْ هكذا في علوٍّ .."
وأشعُرُ دمعي انهـَمَرْ
فأ ُغالطـُه ُبالمَطـَرْ !

مَن يُعَلـِّمُ أولادَنا اليومَ أنْ يُنشِدوا لمَواطنِهم ؟
أنْ يَقولوا لها رغمَ كلِّ الأسى
جُرحُنا ما رَسا
في شَواطيءِ غيرِكِ مَهما قَـَسا
وَجَعُ الأرذ َلينْ ؟
مَن يُعَلـِّمُهُم مثلَ هذا الحَنينْ ؟
فـَيُنادونَها بالهَوى
والجَوى
لا يُنادونَها بالأنينْ !
مَن يُعَلـِّمُ أولادَنا أن يكونوا لأوطانِهِم عاشقينْ ؟!

أسطـُري لا تـَبـينْ
ورؤايَ شَـتاتٌ موَزَّعـَة ٌ
بينَ شَكـّي بها واليَقيـنْ
فَكيفَ تَجيءُ القـَصيد ه ؟

ألِكي نَكتبُ الشـِّعرَ يا وطني
نَتـَعَمَّد ُإيـقاظ َأوجاعِنا مِن مَكامِنِها
كلـَّما جُرحُ آمِنِها
فـَزَّ ،
صارَ لِشـِعر ٍ جديـدٍ ذ َريعـَه ؟
أفـَما عاد للشـِّعرِ في أرضِنا مَنبَعٌ
غير صوتِ الفـَجيعَـه ؟!
أم نَظـَلُّ نـُكابـِرُ يا وطني
بالذ ِّما
والد ِّما
والقلوبِ الصـَّديعـَه
فاطمينَ على الشـِّعرِأطفـالـَنا
في الليـالي المـُريعـه ؟
أفـَلـَيسَ لنا فـَرَحٌ كي نَبيعـَه ؟!

لِسـَبْع ِ سنين ٍِنـُغالِبُ أوجاعـَنا
ونـُرَوِّع ُبالصـَّبر ِمَن راعـَنا
ونـُهَدِّد ُه ُبالقـَصائـد ْ
وَنـُهَدِّد ُه ُبالأغـاني
ثمَّ نأوي إلى دورِنا
لِنـُدَثـِّرَ أطفالـَنا بالأمـاني !
وَإي ..
وَحَياتِـكَ يا وَطني
نَستَميتُ إلى حَد ِّنـُجفِلُ مِن هـَوْل ِجرْأتِنا
فـَيُثـَبِّتـُنا أنَّ غـَيْظـَكَ أجْرا
ويُثـَبِّتـُنا أنَّ جُرحَكَ أضْرى
ويُثـَبِّتـُنا أنـَّنا بالذي فَعَلوا بكَ يا وطنَ الحبِّ
أدرى

يا تـُرابَ الحُسـَينْ
نحنُ عَـوَّدَنا كلُّ تاريخِنا
أن يكونَ بأعـناقِنا الموتُ دَيـنْ
ما جرى الماءُ في الرّافدَيـنْ !

ولأولادنا فوقَ هذا
مروءتـُنا
ونبوءتـُنا
أنَّ آخرَ شمس ٍستـُشرقُ من أرض ِبابلْ
بَعدَها يـُرفـَعُ المَلـَكوتْ
فإذا استـُشْهـِدوا
فـَكما يَعتَلي النَّسرُ قِمـَّتَه ُليَموتْ
لا كما تـَفطـَسُ العَنكـَبوتْ
ولهذا اسـتَـتَـبُّوا
أنـَّهم بَدْءُ كلِّ البدايات
ونهاية ُكلِّ النهـايات
ومِن بَعدِهِم
سوفَ تـُقـفِرُ كلُّ البيوتْ..!

ولِذا سـأقول ،
وللمَرَّة ِالألف ،
والسـَّنَة ِالسّـابعَه
بَعـدَنا تَقـَعُ الواقـِعَه
ما لـَها عن مَنـازلِكم دافِعَـه
وسـَتـُقلـَعُ حتى مَحـاجرُها
هذه ِ الأمُـَّة ُالضـّائِعـه !

سأقولُ بأنـّا صَبَرنا إلى حَدِّ ضَجَّ بنا الصَّبرُ
واجتازَ صحراءه ُالشـّاسِعه !
وأقولُ بَنَينا
أقولُ وَفـَينا
وَأجَلْ.. قد فـَعَلنـا
ولكنـّني أتـَلـَفـَّتُ حولي
فأ ُبصِرُ مِلْءَ المَدى ألفَ عين ٍعلى خَد ِّها
دامِعـَه !
أيـُّها العَرَبُ اللايَعون
بأنَّ المَنون
تَتَرَصـَّد ُهـُم واحداً واحداً
في ديارِهـِم ِالخانِعـَه !

وسـأبقى أ ُسائِلُ :
مِن أين تأتي القـَصيـدَ ه ؟
مِن فـَجيعَتِنا في فلسـطين ؟
أم من تَشـَتـُّتـِنا في البلادِ البَعيدَ ه ؟
وَلـَعَمْرُكَ ما ضِقتَ يا وطني
َبل نفوسُ الرجال ِوأخلاقـُهـُم
ضِقـْنَ
حتى غـَدَونا نـُفـَتـِّشُ عن أيِّما سببٍ
لِنَفرَّ إلى أيِّ أرض ٍ جديـدَه!
يا بلادي التي أصبَحَتْ
وهي بينَ بنيهـا
وحيده !

هل أوصَلنا صَرخَتـَنا يا وطني ؟؟
هل أتقـَنّـا أن نـُعلِنَ من أجلِكَ
نِصفَ الغَضَبِ الأعلـَنّـاه ُ صغاراً
من أجل ِجميع ِشعوبِ الأرض ِ
المـَقهورَه ؟؟
أتـَغَيـَّرَت الصّوره ؟
أم نحنُ تَغـَيَّرنا يا وطني ؟

كنا نهتفُ مِلْءَ حناجرِنا لفيتنام..لكوريّا..كوبا
لشعوب الهندِ الصينيّة ِ
للسـّودِ المَظلومينْ
هل أحسَنّـا أن نصرخَ نفسَ الصَّرخة ِمن أجل
فلسـطينْ ؟!
هل نادَينا الشـَّعبَ الليبيَّ كما نادَينا شعبَ
الصيـنْ ؟؟
و لا ، لن أقولَ العراقْ
لأنَّ جريمتـَه ُلا تـُطاقْ ..!

لأنَّ يَدَ العـالمِ الآنَ مَغلولـة ٌ
صرخَة َ الحَقِّ مَشـلولة ٌ
ولِذا ،
فالعراقُ مُدانٌ على دَمِه ِ الآنَ بالإتفاقْ !

حَسـَناً ،
سَتـُقايضُ أمريكا دَمَنا بالنفطِ
ولن تـَنجَحْ
وتـُقايضُ عزَّتـَنا وكرامَتـَنا بالخبز
ولن نَسـمَحْ
وسَنرفضُ يا عنوانَ كرامَتِنا أن تـُوطأَ ،
أو تـُجرَحْ
يا عَلـَماً لا نـُسـْلِمُه ُللريح ِ
ولو كلُّ عراقيٍّ يـُذ بَحْ !

وسَـأفهَمُ أن يَظـلِمَنا الأغرابْ
وسـأفهَمُ أن توصَدَ في أوجُهـِنا الأبوابْ
أن نـُؤكَلَ .. ما دامَتْ للعـالم ِ أنيابْ
وشـَريعَة ُ غـابْ
لكنْ لـَن أفهـَمَ أن يـُصبحَ أوَّلَ مَن يأكلـُنا
إخـوَتـُنا الأعرابْ ..!

وهذا موقع الشاعر


http://www.abdulrazzak.com/view.html?poem=218


كل التقدير والشكر لذائقتي أبي توفيق والاستاذ عبدالله أبوعالي

وهذا الثراء المنقول بجمال صاحبه

 

 

   

رد مع اقتباس