عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-2013, 06:29 PM   رقم المشاركة : 86
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
غرباوى is on a distinguished road


 

الطفل المدلل والكعكة



طِبْقًا لوزيرِ الثقافة والإعلام (د. عبدالعزيز خوجه) فإنّ "المرحلةَ القادمةَ لنْ تشهدَ فيما عُرِفَ بالماضي بغَصْب 1 وغَصْب 2" (صحيفة عكاظ، 4 ربيع الآخر 1434هـ، ص 18) في إشارة إلى القناتيْن: الأولى والثانية، التي أطلقَ عليهما بعضُ المتلقين هاتيْن الصِّفتيْن. وما قاله الوزيرُ يعني: أنّ "الغَصْبَ" ولّى إلى غيْرِ رَجْعَة، وهو ما أحدثَ ارتياحًا كثيرًا عند المشاهِدين، وعَدُّوه في الاتجاه الصحيح.
في المقابل كَشَفَ الوزيرُ النقابَ عن أنّ هيئة الإذاعة والتلفزيون "اتفقتْ مع القطاع الخاص لرعاية 302 برنامجا، مقابِلَ المِساحة الإعلانية" وهذا يُعَدُّ أوّلَ دخْل للهيئة "خصوصًا وأنّ البرنامجَ يُكَلِّفُ نَحْوَ 60- 70 مليون ريال سنويا" أيْ أنّ الهيئة أمام دخل مالي ضخم، تنفقُه على تطوير التلفزيون والإذاعة مَعًَا، كيْفًا لا كَمًّا، وتستقطبُ شبابا سعوديين من النوعيْن (ذكورًا وإناثا) تتخطّفُ بعضَهم القنواتُ الخارجيةُ، وتُغْدِق عليهم مُرَتّبات وحوافز يستحقُّه بعضهم، بينما بقيَ آخرون يُحِسُّون بغُرْبَةِ المُعِين.
إنّ منهجَ الهيئة الذي تحدّث عنه الوزير، أزالَ كُلّ التباس عنها، وكشف عن وجهها المشرق، وأرى أنْ لا يستأثر الطفلُ المدللُ (التلفزيون) بالنصيبِ الأكبرِ من الكعكة، فالاعتدالُ في التوزيع مِفْتاحٌ ذو جَدْوى، والإذاعةُ لغةٌ بسيطة، تحتاجُ لمن يفهمُها، ويتفهّمُها، وهِيَ ما تزال في أوْج مَجْدِها، طالما توافرتْ لها إدارةٌ حديثةٌ جادّةٌ، وقوى بَشرِيّةٌ مؤهّلةٌ ومُدَرّبة، تَلْقَى عنايةً واهتماما، وإنفاقًا يوازي الإنفاق على التلفزيون (الطِّفْل المُدَلّل) الذي ما زال في "نعيمٍ مُقيم" في رأي الكثير، بينما الإذاعةُ "في عذابٍ أليم" وهو رأيٌ إنْ ظل قائمًا، وقُتّرَ على الإذاعة، والتقطتْ الفُتَات من مائدة التلفزيون، فإنّ الأسماعَ تصابُ بالصّمَم، و"الجودُ بالدّمْعِ أقصى غايةَ الجودِ" ينطبقُ على الإذاعة.
أتابِعُ بعض البرامج الإذاعية في: البرنامج العام من الرياض، والبرنامج الثاني من جدة، وأحِسُّ بالجهودِ المضنيةِ التي يبذُلها بعضُ الشباب والشابات، إعدادًا وتقديمًا وإخراجًا، وأقترحُ أن تُجْرِيَ الهيئةُ استقصاءً بين عيّنة من المستمعين عن جدوى البرامج الإذاعية، وآرائهم فيها، وملحوظاتهم عليها، وإيجابياتها، وسلبياتها، وما يُفَضِّلون، وما لا يُفَضِّلون، وصَدِّقُونِي إذا قلتُ: "لا يعرفُ الشَّوْقَ إلاّ مَنْ يُكابِدُهُ/ ولا الصَّبَابَةَ إلاّ مَنْ يُعَانيها".

 

 

   

رد مع اقتباس