الموضوع: الكنز الضائع
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-18-2011, 02:34 PM   رقم المشاركة : 3

 




إن المؤمن الحق يستثمر هذا الوقت فيما ينفعه في دينه ودنياه

وليس في حياته وقت فراغ ولا إجازة

كما يراه أهل الدنيا فلا ينقطع عن الذكر والعبادة ولو كان في نزهة

لأنه مؤمن أن الله سائله عن هذه النعمة

ومحاسبه عليها هل أدى شكرها أم لا.

ومن المؤسف أن ترى الناس يستبشرون بانصرام الأعوام

وانقضاء الليالي والشهور

ويهنئون الآخرين على ذلك وما علم هؤلاء أن هذه الأوقات

تؤخذ من أعمارهم وتنقص آجالهم وتقربهم من الآخرة. قال الحسن البصري:

(يا بن آدم إنما أنت أيام إذا ذهب يوم ذهب بعضك).

أما أهل البصيرة والحكمة فيوقنون أنها مزرعة لأعمالهم

ويعتبرون من تصرم الأعوام وذهاب السنين

ويحاسبون أنفسهم ويعاتبونها في الحق

فإن كانوا أحسنوا فيما مضى حمدوا الله

وإن كانوا أساءوا رجعوا فتابوا وأنابوا.

قال تعالى:

(أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ).

وقال قتادة:

(اعلموا أن طول العمر حجة فنعوذ بالله أن نغتر بطول العمر).

قال بعض السلف:

(كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره وشهره يهدم سنته وسنته تهدم عمره...

كيف يفرح من يقود عمره إلى أجله وتقوده حياته إلى موته
).

 

 

   

رد مع اقتباس