عرض مشاركة واحدة
قديم 10-19-2009, 11:10 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية سعيد راشد
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
سعيد راشد is on a distinguished road


 

أخي الحبيب:

علي بن حسن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لن أكتب عن براعتك في سرد الموقف وشد الانتباه ؛
فقد عرفناك منذ أول موضوع
.
لكن أشيد بتصرفك العفوي اللا إرادي الدّال على حسن المعدن والتربية والأخلاق التي رباك عليها والداك عليهما رحمة الله ، واكتسبتها وصقلتها بالصحبة الطيبة الصالحة طوال حياتك ولا تزال.

تصرفك جاء في بضع ثوانٍ وبتلقائية ، وبعد أن ابتعدت عن الموقع ..استجمعت تفكيرك المشتت من هول الموقف بما يتيح لك التحليل برويّةٍ وتعقّل ، ومن ثم تصرّفت بعين الحكمة والصواب وبما أملاه عليك دينك وأخلاقك المطرزة بسمو النخوة وبشهامة الرجولة.

وأما عن تصرفي لو حصل لي مثل هذا الموقف ، فما أسهل علينا أن نفكر ونحن في ( مقعد السّعة ) كلٌ يأتي بفكرة تصرّف يتسمُ بالمثالية ويقدّر الأمور ويحسب عواقبها ، ولكن لو فعلاً تفاجأنا بالموقف دون علمنا بما حدث لك ، وأُذهِلنا من هول المفاجأة ؛ لاختلفت ردود أفعالنا.

سأروي لك موقفين :
الموقف الأول حصل لي :
عندما أوقفت سيارتي بين سيارت المنتظرين لبناتهم أمام مدرسة ثانوية بالقمرية بالطائف ، نزلت في ظل عمارة مجاورة للمدرسة مع مجموعة منتظرين في انتظار ابنتي ، وبعد لحظات خرجت طالبة من المدرسة واتجهت نحو سيارتي وركبت معتقدةً أنها سيارة أبيها وانتظرت لعلها ترى في السيارة ما يوحي لها بأنها ليست سيارة ابيها فتنزل ، ولكنها بقيت مما أضطرني أن أقول لها : أنت غلطانة يابنتي في السيارة ، فخرَجَتْ من السيارة في اللحظة التي مر والدها بجوارنا ورآها خارجة من السيارة مسرعة باتجاه المدرسة ثم أنحرفت إلى سيارتهم وركبت ، فنزل والدها ( عريض المنكعين ) وبشنبات معكوفة يقف عليها الصقر مفتول العضلات وفتح شنطة سيارته وأخرج منها ( دبسا ) لو ضربت في جمل لخر ميتاً ( مبالغة هههههه) وجاء مسرعاً باتجاهي وهو يرعد ويزبد والشرر يتطاير من عينيه وقبل أن يصل إليّ قفز الحاضرون الذين شاهدوا الموقف ومسكوه وجوّدوه بقوة وهو يحاول أن ينفلت منهم مع استمرار الصياح بالسباب والشتائم. وكنتُ في موقفٍ لا أحُسَد عليه ،
أقتنع الرّجل خاصة بعد أن جاء حارس المدرسة الذي كان يتابع الأحداث من بدايتها ، وخرجت ابنتي لتنقذني بالابتعاد عن المشكلة التي لا ناقة لي فيها ولا جمل .. ولكن الأجمل في القصة ما حدث في اليوم الثاني ، عندما جيئتُ لأجد الرجل مع أخيه وخال البنت الذين قدموا لي الاعتذار وضمني كل واحد منهم راجياً الصفح والسماح.

الموقف الثاني حصل لمرزوق الثبيتي
مدير مدرسة عمر بن عبد العزيز المتوسطة بالطائف - يعرفه عبدالله رمزي -.
قال لنا :
أوقفت سيارتي في محطة لتعبئة البنزين وبها زوجتي ، وتركتها في وضع التشغيل ودفعتُ 20 ريالاً لعامل المحطة ، وذهبت إلى سوبر ماركت المحطة لشراء بعض الأغراض، ثم خرجت وركبت السيارة وانطلقتُ بها ، وإذا برَجُلٍ خارجاً من السوبرماركت وهو يحمل مشتريات وعندما شاهدنا ؛ رمى مشترياته وصاح ورفع ثوبه إلى فمه وحمل ماوجده من حجارة في طريقه وجرى خلفنا مسرعاً يقذف بالحجارة ، فقلتُ : ايش فيه هذا المجنون ؟! فصرخت المرأة التي كانت إلى جواري عندما عرفت أنني لست ُ زوجها ( وقّفْ يا حرامي ) وفتحتْ الباب وكادت ترمي بنفسها لولا أنني أوقفتُ السيارة وخرجْتُ منها لأختبئ أمامها خوفاً من الحجارة المقذوفة ورفعتُ يدي بعمامتي عالياً وقلت : أذكر الله يارجل أنا غلطان .. شف سيارتي خلفك في المحطة مثل سيارتك في النوع والموديل واللون وفيها زوجتي فتوقف الرّجل خاصة عندما سمع صياح زوجتي التي جاءت تجري لتوضح له الالتباس، والذي أشكل عليّ أنني أوقفت سيارتي أول السيارت في المحطة وجاء صاحبنا وأوقف سيارته أمام سيارتي - لزحمة السيارات - وبها زوجته فقط وتركها في وضع التشغيل ؛ ودخل السوبرماركت ، فحدث ما حدث ، وعندما عرف الرّجُل الالتباس الذي وقعتُ فيه أقبل علي محتضناً ومعتذراً وضحكنا والحاضرون طويلاً .

أعود لشكرك ثانية متمنياً لك الصحة وطول العمر ،
ولفكرك وقلمك التألق الدائم المستمر.

ولك ســــلامي وعظيم احــــــترامي.

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس