ذكرتني هذه القصيدة ياأباحاتم بقصة طريفة
لبشار بن برد :
مات لبشار بن برد حمارٌ، فقال : كان حِمَارِي أعقل من القضاة، ليس له هفوة ولا زلة،
فاعتل على حين غفلة، فمات، فرأيته في النوم، فقلت له : أَ لمْ أُنقِ لك الشعيرَ، و أُبرد لك الماءَ ؟
فما سبب موتك ؟ . فقال : أ تذكر إذ وقفتَ بي على الصيدلاني -يعني العطار- ؟ . قلت : نعم .
قال: مَرَّتْ إذْ ذاك أَتَانٌ، فافْتَتَنْتُ بها، ومتُّ مِنْ عِشْقِهَا . قال بشّار : فقلتُ : هل قلتَ في ذلك شيء ؟ . قال: نعم . وأنشد:
هَامَ قَلْبِــي بِأَتَانِ ** عِنْـدَ بَابِ الصَّيْدَلاَنِي
تَيَّمتْنِي يَـوْمَ رحْنَا ** بِثَنايَـاهَــا الْحِسَـانِ
ذَاتُ غُنْـجٍ ودَلاَلٍ ** ســلَّ جِسْمِي وبَرَانِي
ولَهَــا خَدٌّ أَسِيلٌ ** مِثْـلُ خَدِّ الشَّــيْفَرَانِ
فِبهِا متُّ ولَوْ عِشْـ**ــتُ إذًا طَـالَ هَوَانِي
فقيل لبشار: ما الشيفران؟ . قال:
هذا من غريب لغة الحمير، فإذا لقيتم حماراً فاسلوه.
وأنا اعتقد انّ هذا من غريب الصنوبري
رحمه الله فمن يغامر بعمره ويتصدى للمهمة ليسأله ؟