عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-2010, 11:57 PM   رقم المشاركة : 1
إلى اللقـــــــــــــــــــــــــاء لن تشاهدوني بعد اليوم!!!


 

إلى اللقـــــــــــــــــــــــــاء

تخرج من الجامعة بتقدير جيد وهو يحلم بالمستقبل الجميل وكل يوم يطالع الصحف ويتابع موقع الوزارة لعله يجد أسمه ضمن المعينين الجدد .. ولكن هيهات هيهات لما يحلم به .
أنتظر السنة الأولى وبدأ يبحث عن عمل . أودع ملفه الأخضر بكل وثائقه من شهادة الجامعة وشهادات الحاسب وحسن السيرة والسلوك وصورة من البطاقة الشخصية وصور شمسية .
بدأ بالمدارس الخاصة ثم المؤسسات التعليمية ثم الدوائر الحكومية ثم البنوك ثم مؤسسات الطوافة ثم ثم .. يخرج صباحاً ويعود في الثانية ظهراً .. أسبوع .. أسبوعين .. شهر شهرين ... كل يوم يطلب من والده مصروفه ومصروف السيارة .. دون جدوى ..
قرر أن يعمل بسيارته ليموزين خاص .. ولكن المرور له بالمرصاد يحصّل في اليوم ما يعوض خسارته في الوقود وحق الفطور .. ويأخذ قسيمة ب200 وربما أكثر .. ( مع العلم أن العمالة الأجنبية شغالين ولا أحد يكلمهم .).

جميع الدوائر الحكومية والمؤسسات والمحال التجارية لا تخلو من العمالة الوافدة ..
بدأ يردد قصيدة إبراهيم الشيخي
يا بلد لا متى وابـن البلـد فيـك ضايـع يا بلـد
لا متى والغريب يجيك يحصل على كامل حقوقه
وأنا ضدي قوانيناً تقفل بوجهي كل بـاب
ربما السر يوم ان السعودي يعيش بدون اقامـه
ربما السر في ايدي راعي السر اذا قال ابق سر
يمكن ان الاجانب فا الوطن والسعوديين اجانب
يمكن ان الدراهم مـا تحـب العمامـة والعقـال
كيف يهنى السعودي بالوظيفة وريسه اجنبـي
عدلوا في نظام السعودة وافتحوا باب الوظايـف
سعودة في يدين الاجنبي مـا تسمـى سعـودة


ترك العمل في سيارته الخاصة ونصحه صديق له بأن يرتاد حلقة الخضار ففيها خير ورزق كثير ..
لم يتردد ووجد أمامه حصاراً عنيفاً من العمالة يشترون مثل ما يشتري ويبيعون باقل من راس المال حتى اجبروه على ترك العمل بعد أن تكبد خسائر في ذلك العمل ..
فكر في بيع ماء زمزم .. يملاْ جوالين ويبعها على الطرق السريعة ... مسكين هذا الشاب لم يكن يعلم أن البلا والأذية ( البلدية ) سوف تطارده وتعبث بجوالينه .
ردد ( حسبي الله ونعم الوكيل )
جرّب أكثر من عمل وفي كل عمل يجد من يقف له بالمرصاد . صدق الشيخي . (وانا ضدي قوانيناً تقفل بوجهي كل بـاب) عندها جلس مع نفسه وسألها سؤال لعل والدي يعرف أحداً يتوسط لي في العمل في أي مكان .. تذكر أن والده أبن حلال من حاله في شانه وليس تاجراً مرموقاً ولم يكن رئيساً لدائرة حكومية أو مديراً لشركة أو بنك من البنوك .
ردد مع عبد الواحد بن سعود
لاتفكر في المستقبل أن كان مالك واسطـــــة
اصبح العلم والتوظيف حكـــــر على الناس المهمـــة
قلـــي من بــوك وأقلك من اليـوم واش باقي تصيـر
الغنــي ما يزيد ألا غنــى والفقيــر يزيد فقــرى
ناس فوق السحاب وناس يحبون من تحت التراب
ابشر باسم يهــز السوق اذا انك ولــد راعي تجارة
وابشر بالمنصب المرمــوق اذا ابوك راعي منصبا
غير من للفقارى والمساكين والناس الغلابة
بعظهم ما ورث من بوه غير الصلع والسكري


مسكين ليس عند ه واسطة وليس رجلا مهما ووالده غلبان

فكّر في السرقة أو المتاجرة في المخدرات لكن خوفه من الله أولاً ثم العقاب جعله يبتعد عن هذا الطريق
بدأ يحس بالملل حتى أحس أنه أصبح عالة على والده الذي ملّ من كثرة طلباته له علماً بأن والده يتقاضى راتباً تقاعدياً لا يتجاوز ال4000 الآف ويعول أسرة كبيرة ..( وتذكّر أن نصف الراتب أقساط شهرية وربما يزيد عن النصف ..!!!)
سنوات مضت وهو على هذا الحال
اين يذهب ..
سمع بالخلايا الإرهابية وكان يعتقد أنها خلايا جهاد في سبيل الله بدأ يقنع نفسه أنها كذلك
ليس له إلا الجهاد هكذا فكّر
إحساس أحس به في يوم من الأيام ربما إحساسه صادقاً ولكن مصيره مجهول
أصبح ذات يوم ..
قابل والدته وأحتضنها بشوق وهو يذرف دموعه على خديه قائلاً لها
إلى اللقـــــــــــــــــــــــــاء
أنا مسافر
قالت له إلى أين
قال لها إلى عدن
ولكنها ليست عدن المجاورة لليمن بل يقصد جنات عدن

ولكنّي أرجوك لا تخبري والدي وإلى اللقاء ربما لن تريني ثانية وإذا سألك عنّي اخبريه وقولي له يخبر ( تركي السديري ) أنني لست عاطلاًَ مدللاً .. هذه هي نهايته .. ياخسارة السنوات التي قضاها في طلب العلم .............!!!!!

 

 
























التوقيع

مدّيت له قلبي وروّح وخلاه
الظاهر إنه ماعرف وش عطيته

   

رد مع اقتباس