عرض مشاركة واحدة
قديم 09-26-2012, 12:19 PM   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
غرباوى is on a distinguished road


 

«أنا أعتذر»!!
بدر أحمد كريم

الاعتذار سِمَةٌ مِنْ سِمَات الإنسانِ السَّوِي، وما أكثرَ الذين يعتذرون حين يخطؤون. وزيرُ الحج (د. بندر الحجار) واحدٌ من هؤلاء، قدّم اعتذاره الشخصي، عن موقفٍ مُحْرِج للغاية، لم يصدُر منه، وإنما صدر من موظف في الوزارة، وحين أحسّ الوزير بالخطأ وقف أمام الناس قائلا: "أنا أقدم اعتذاري الشخصي نيابة عن الموظف" (صحيفة الوطن، 18 شوال 1433هـ، الصفحة الأولى) السبب أن الموظف "تطاول على أحد أصحاب الشركات والمؤسسات، أثناء مراجعته الوزارة، لإنهاء إجراءات تتعلق بمؤسسته".

أعرِفُ مسؤولا أمضى في عمله أكثرَ من أربع عشرة سنة، تقلد خلالها أكثر من منصِب، أعلن في مجلس عام أنه لم يخطئ طيلة عمله، فردَّ عليه أحد الحاضرين قائلا: أنْتَ لَمْ تعمل إطلاقا أربعةَ عشر عاما!! ولو عَمِلْتَ فستخطئ، ومَنْ لا يُخْطئ لا يعمل.
ثقافة الاعتذار في معظم المجتمعات العربية مفقودة، يخطئ مسؤول بحق مواطنٍ فلا يعتذرُ له، ويخطئ أبٌ بحق ابنِه فلا يَعْتذرُ له، ويخطئ مُعَلِّمٌ في مَدْرَسة بحق طالب فلا يعتذر له، وتُخطئ أُمٌّ بحق ابنتها فلا تعتذر لها.
ثقافة الاعتذار، قابلة لإدراك العقل وفهمه، وتأصيلها في أيِّ مجتمع، يحمي الأفراد من المزايدات، ويجمع شتاتهم في علاقة كلية واحدة، وهي مُبَرّرة في نظر العَقْل، ومُتّسِقَة معه، ومع حقوق الإنسان، وضد الصلف، والكبرياء، والخواء، ويبقى مطلوبًا ممن يزرعون ثقافة الاعتذار، أن يُسْقُوها بماء التواصل، وبكلمة واحدة: ثقافة الاعتذار صمّام أمان العلاقات الإنسانية.

 

 

   

رد مع اقتباس