عرض مشاركة واحدة
قديم 07-29-2008, 07:11 PM   رقم المشاركة : 2

 

.

*****

( العصر الحساني والمدائح النبوية )


وينقسم شعر حسان بن ثابت إلى قسمين

الأول : المدح وهو مقصور على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى خلفاءه وكبار الصحابة الذين أبلوا في الدفاع عن الإسلام بلاء حسنا

ولم يكن مدحه رضي الله عنه وكما ذكرت للتكسب بل لإبراز سجايا وجود وعطاء المصطفى عليه الصلاة والسلام وخصاله الحميدة صلى الله عليه وسلم وما إلى ذلك من شعر ينبثق من العاطفة الحق والعقيدة الصحيحة والنفسية السليمة قال حسان :


نبي أتانا بعد يأس وفترة = من الرسل والأوثان في الأرض تعبد
فأمسى سراجا مستنيراً وهادياً = يلوح كما لاح الصقيل المهنـد
وأنذرنا نارا وبشر جنة = وعلمنا الإسلام فالله نحمد
وأنت إله الخلق ربي وخالقي = بذلك ما عمرت في الناس أشهد



ويلحق بشعر المدح شعر الرثاء الذي ضمنه الشاعر لوعته على المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ذرف معها دموعاً حارة وتذكير بأفضال الرسول والدين الجديد وحنيا لقائد الأمة وإمامها فقال :

مع المصطفى أرجو بذاك جواره = وفي نيل ذلك اليوم أسعى وأجهد


ثانياً : شعر الهجاء والنضال

واجه حسان رضي الله عنه القرشيين الذين قاموا في وجه الدين الجديد يحاربونه ويهجون محمدا صلى الله عليه وسلم

فوقف رضي الله عنه موقفاً صلباً الشاعر تجاههم رغم ما بينهم وبين الرسول من نسب فكان رضي الله عنه يعمد إلى الواحد منهم فيفصله عن الدوحة القرشية ويجعله فيهم طائرا غريبا يلجأ إليها ويسدد سهامه في أخلاقه فيمزقها ويخرجه موطنا للجهل والبخل والجبن والفرار عن إنقاذ الأحبة من وهدة الموت في المعارك

قال حسان يهجو بني سهم بن عمرو :

والله ما في قريش كلها نفر = أكثر شيخا جبانا فاحشا غمرا
هذر مشائيم محروم ثويهم = إذا تروح منهم زود القمرا
لولا النبي وقول الحق مغضبة = لما تركت لكم أنثى ولا ذكرا



ويقول في مقطوعة يعير قريش بهزيمتهم يوم بدر :

فينا الرسول وفينا الحق نتبعه = حتى الممات ونصر غير محدود
مستعصمين بحبل غير منجذم = مستحكم من حبال الله ممدود



(يتبع)

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس