عرض مشاركة واحدة
قديم 08-18-2013, 12:00 AM   رقم المشاركة : 4

 

.

*****

الحديث عن معرق أهل وادي العلي ذو شجون
وبقلم الأستاذ القدير أبا هشام عبدالرحيم بن كعشر
له قيمة وطعم آخر


عقبة المعرق احد محميات أهل وادي العلي وموقعها إلى تهامة اقرب وكما ذكر أبو هشام تقع بين عقبة الظفير وعقبة دار الجبل وتمتاز بالأعشاب والأشجار المناسبة للرعي ولذلك كانت مطمع للرعاة وقد وتق موروثنا الجنوبي قصة وقصيدة خلدت اسم أهل وادي العلي ومعرقهم وآل العيسى من قرية الغمدة

حيث تذكر الرواية ان لبعض قبائل تهامة ابل دخلت ترعى في المعرق وتم حجزها من قبل بعض أهالي وادي العلي بالغمدة وحضر أهل الابل من تهامة للبحث عن ابلهم ولم يجدوها ولم يذكر لهم بأنها محجوزة ولم يوضح لهم إين الأبل ومصيرها

وبعد عودتهم كان الرأي بان يسلم أهل وادي العلي الأبل لأهلها بحضور بعض أهالي بني ظبيان في سوق المروة اشهر أسواق تهامة ويبدي التهمان لأهل الوادي البيضاء من طرف السوق ثمن لهذا العمل

وفعلاً قبل التهمان وتم تحديد الموعد وحضر أهل وادي العلي بعرضة يرافقهم بعض أهالي بني ظبيان يتقدمهم الكبار والشعراء وفي مقدمتهم الزبير وطويش ويسوقون الابل قدامهم إلى ان وصلوا سوق المروة اشهر أسوق تهامة ووقف اهل الوادي استعداداً لتسليم الأبل ثم تنصب لهم البيضاء في اعلى مكان في السوق حسب الاتفاق ولكن كانت المفاجأة

فقد خرج شاعرهم موجهاً كلامه لأهل وادي العلي خاصة وبني ظبيان عامة وقال:

البدع: ‏

مرحبا في مرحبا يا شركانا يا بني ظبيان
‏انت في المعرِق وقيف أولاد الأعفر نزلوا في الدايه
والرمادي والجبل حُدّانهم قَيمه مرزّمه
‏والله يا محلى من المقصود بين الناس والصفاء


الرد:

إبلنا تيتم بها لكن نبغي منكم البيان
‏والذي قدّم سلف بايد الثقه لابد من ودّايه
فوق عَود(ن) بازلٍ, جور الحمايل ما تهزّمه
‏وانحن لا قلنا بعون الله نبرّكها على أم صفا ‏



وهنا أُسقِط في ايدي وفد بني ظبيان واهل وادي العلي المتواجدين وشعرائهم فالاتفاق لم يتضمن ما حدث ووقف الجمع يفكر فالبيضاء أصبحت مرهونة بالتحقيق
وفي هذه اللحظة خرج من بين الصفوف شاعر متمعرف اسمه عطيه بن سعيد ويلقبونه ببن سريه وقال والجميع في ذهول وترقب:

البدع:‏

يا سلام الله على السوق الذي عز البنادري
‏حلّ جوف المروه حِنّ المروه أقسى من الصفا الحنّاني
وبني زيدان زادوا في مذاهبهم عن العرب
‏ما كذَب من قال: تلقى قيمة المخلوق من شار اسمه
حيّ ذا الشيخ المشير وحيّ تالابه وسوقها
‏وبني عمر الجهل ذا كنّهم صوراً تلي عن عمره‏
مثل سيل الجمعه كل(ن) شاكراً من جور فاقته


ثم قال الرد وهو من قوله أيضا:

انحن صبيان العلي يا جاهلٍ وكلً بنا دري
‏لو يكن أشراكنا ميلانهم مثل الدبا الحنّاني
تأمن البل والموبّل دونها من قوّم العُرُب
‏والذي يا تمنّى فيك يالمعرق قطعنا نسْمه
يوم جاء البدوي مغير وطالعٍ بالبلْ يسوقها
‏لحقه ولد ابن عيسى هو وربعه طوّل الله عُمره
كودن العادي بمرتينه نجي وانجى رفاقته‏

‏ ‏
وعلى الفور بادر أهل السوق بنصب البيضاء ويقال ان الزبير بعد المناسبة قال ليت القصيدة لي واخسر احسن بلادي (رحم الله الأباء والاجداد وغفر لهم واسكنهم الجنة)


معاني بعض المفردات :
البيضاء: قماش ابيض ينصبونه في اعلى مكان في السوق ويبقى منصوب عدد من الأيام ‏
تيتم بها: جيتم بها . ويقال انه قال تعتم بها
أم صفا: الصخرة الصلبة الكبيرة
عز البنادري: اشهر واكبر الأسواق
الصفا الحنّاني = الصخر الزرقاء الشديد الصلابة
المرتين: نوع من البندق القديم

اجمل تحية وتقدير للأستاذ القدير عبدالرحيم بن كعشر

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس