.



مرة ثانية اعيد تحية الاخ غمداوي علي هذه المذكرات الأكثر من رائعة في الإسلوب ووصف الأحداث بشكل حصري لم يفعله أحد من قبل.

وقد كنت ذكرت في مداخلتي الأولي انني سأعلق بعد ان ينتهي رفيقنا في الساحة من سرد أجزاءه كاملة. وقد كنت أتابع الأجزاء قراءة دون تعليق أو مداخلة. بل كنت أعيد قراءتها مرات عدبدة وعلي مايبدو أن ذلك لم يكن حالي أنا وحدي بل حال كثير من أعضاء الساحة والشاهد علي ذلك هي اعداد المشاهدين للموضوع الذي تقارب من العشرة ألاف .

غير أن مداخلة بن الديرة وعرض مقتطفات من الكتاب السابق استفزني وبشدة, وقد حاولت أن امنع نفسي من المداخلة غير أنني لم أستطع.

فالكتاب فيما سطره لنا ابن الديرة فيه تجني شديد وغير مقبول على عبد الناصر. أن يكون يهوديا وعميلا لليهود والأمريكان أمرا غير مقبول من معارضي عبد الناصر قبل مؤيديه.

وقد استخف بنا الكاتب لدرجة أنه صور عبد الناصر صديقا لليهود في معركة الفالوجا حتي أنهم كانوا يتبادلون معه الزيارات . فهل من عاقل يتقبل ذلك ليس دفاعا عن عبد الناصر بل ميلا للحق .

فكيف يكون عبد الناصر عميلا للموساد وان ماكانت بينه وبين اسرائيل كانت حربا كلامية مغايرة لما كان في الكواليس فهل كانت اسرائيل تحتاج لشن حربين على مصر في قرابة العشر أعوام 1956 و 1967 مع عميل وصديق لها.

فهل يعقل ان يكون عبد الناصر عميلا للأمريكيين وقد ارتمى في احضان الروس ولولاه ماوجد الروس طريقا الي المنطقة العربية.

لا شك ان عبد الناصر كانت له حماقات نرصدها لكنه ابدا لم يكن عميلا او يهوديا كما ذهب المؤلف بخياله.

المشكلة ان العقل العربي يتمتع بخاصية غريبة عن سائر العقول وهو افتقاره للاساليب العلمية في البحث والتلقي وتذهب به العاطفة مسافات بعيدة منافية للعقل لإثبات مايذهب اليه هواه وما يحب.

وايضا صار للكذب مكانا كبيرا في حياتنا نحن العرب الى درجة الهوس حتى ان هناك اكثر من ثلاثين الف حديث مشكوك في روايتها عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.

أخير وليس آخرا هذه السطور لا اريد بها شخص بن الديرة ولا غيره من اخواننا في الساحة ممن هم معارضين لشخص عبد الناصر , وايضا ليست تأييدا له لكنها شهادة حق لم استطع كتمانها مع هذا الاستفزاز الذي جاء به المؤلف.

تحياتي للجميع ومازلت احتفظ بتعليقي بعد ان ينتهي صديقنا غمداوي بيك من الانتهاء من مذكراته عساه ان يفعل ذلك قريبا.