الموضوع: الكنز الضائع
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-18-2011, 02:35 PM   رقم المشاركة : 5

 




ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصا

على استثمار وقته كله ليلا نهارا في طاعة الله ومرضاته

يبتدأ يومه بصلاة الفجر ثم يمكث في المسجد يذكر الله

ثم ينصرف في قضاء مصالح المسلمين والدعوة إلى الله ثم يصلي الظهر

ويقيل ثم يزور أزواجه عصرا يتفقدهم ويمكث عند من كان يومها

ثم يصلي المغرب والعشاء في المسجد

ويصلي النوافل في البيت ويصلي من الليل ما كتب له

ومع ذلك كان مشتغلا سائر الوقت بالجهاد

وتعليم الخلق ووعظهم وإرشادهم ونفعهم وقضاء حوائجهم

وعيادة مريضهم وإجابة دعوتهم

وتفقد ضعيفهم ومواساة فقيرهم

وكان يتطوع بالنوافل من صوم واعتكاف وغيره.

وهكذا كانت حال السلف الصالح رضوان الله عليهم

يعتنون بنعمة الوقت ويشغلونه بالطاعة

ووجوه الخير إلى درجة أن كان أحدهم لا يخاف قدوم الموت عليه

لكثرة استعداده له في كل حال.

قال الحسن البصري:

(أدركت أقواما كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصا على دراهمكم ودنانيركم).

فينبغي على المؤمن أن يستثمر وقته في طاعة الله

يسعى في استغلاله في الأمور النافعة والبرامج المفيدة

من عبادة وذكر وتعلم وتعليم ووعظ ودعوة وحضور مجالس الإيمان

ونشاط في وجوه الخير والإحسان إلى الخلق

واجتهاد في تعلم وتدرب كل جديد نافع من الدورات العلمية والبرامج التطبيقية

التي تطوره وترفع مستواه الفكري والسلوكي والمهني.

ولا حرج أحيانا في ترويح النفس مع الأهل والأصحاب

وادخال السرور عليهم والتنزه

والتفكر والتأمل في آيات الله الكونية

ومزاولة الرياضة فهذه أمور مباحة ونافعة

وتكون عبادة إذا أحسن العبد فيها النية واستعان بها على طاعة الله

ولكن ينبغي أن تكون على قدر الحاجة

ولا تؤثر على حياته الجادة المثمرة.

 

 

   

رد مع اقتباس