عرض مشاركة واحدة
قديم 04-28-2012, 03:16 AM   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية سعيد راشد
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
سعيد راشد is on a distinguished road


 



الأستاذ الفاضل: عقيلي عبد الغني عقيلي
تعرّفتُ عليه عام 1389هـ في مركز الدراسات التكميلية بالطائف.
رجل اجتمع فيه كثير من الصفات والسجايا الحميدة، فهو ذكيٌ إلى العبقرية أقرب،
وضليع باللغة العربية وفروعها لدرجة أننا - نحن الدارسين - نعود إليه أحيانًا
لفصل نزاعٍ نشب بيننا في الإعراب وغيره.. علمًا أنني لست من دفعته؛
إلا أنني كنتُ حريصًا على الاجتماع به بين فينة وأخرى؛ لما يمتاز به من ذكاءٍ غير عادي،
واجتهادٍ مميزٍ في تحصيل المعلومات بأقل مجهود، وللطف سلوكه الساحر الذي يجبرك على احترامه.

تخرّج قبلي ومضى كلٌ منا إلى طريق، ولم يتسن لي اللقاء به إلا على متصفحه بمنتدى رغدان
لمتابعة ما يكتب من ذكريات في حلقات متتابعة مما ورد في كتابه - فيما بعد - ( المعلامة )

أود أن أخبركم بموقفٍ ظريفٍ حصل لي معه بوجود أخينا الأستاذ: عبدالله مسفر صغير
هذا الموقف لا أنساه أبدًا رغم مضي أكثر من 43 عام، وكلما تذكرته أضحك متألما للقافتي ونزقي وطيشي.
كنا -الثلاثة- راكبين في سيارته الجيب القصير - لا أعرف نوعه أو موديله - وعائدين من مركز الدراسات التكميلية
بعد يومٍ دراسي مرهق، وقف بنا في شارع منشية الشهداء الشمالية المقابل لدكان ابن حبيب، وذهب لشراء شيءٍ ما
تاركًا سيارته في حالة التشغيل، فقفزتُ من المقعد الخلفي لأستقر أمام المقود محاولاً القيادة - يومها لا أعرف القيادة -
وضغطت على دواسة البنزن بقوة ويدي اليمنى على القير، وبحركات غير محسوبة من قدميّ ويدي أنطلق الجيب
ليصطدم بكفرات قلابٍ ضخمٍ مركونًا أمامنا، وعاد للخلف بتأثير تلك الكفرات وانطفأ المحرك، فقفزت إلى الخلف.

تجمد الدم في عروقي خوفـًا وخجلاً مما قمتُ به، ومن الطبيعي ألا يعود الجيب إلى مكانه السابق.

عندما عاد عقيلي؛ لاحظ تغير مكان الجيب، وانطفاء المحرك، فسألنا - وهو يدير مفتاح الإشعال - عما حدث.
أخبرته معتذرًا عما بدر مني، والعرق يتصبب مني خجلاً وأسفـًا، فالتفت إلي مبتسماً،
وقال: لا عليك.. الحمد لله على السلامة.. تفداكم السيارة وصاحبها، ولم يتفقد سيارته.

ألم أقل لكم إنه إنسان يجبرك على احترامه وتقديره.

أنا سعيدٌ جداً لما وصل إليه أخي الكريم: عقيلي عبد الغني
من مكانة في المنتدى الأدبي بالطائف، وأكثر سعادة بصدور كتبه الأدبية.
متمنياً له الصحة والسعادة وطول العمر، ولقلمه وفكره التألق المستمر.

الشيء بالشيء يُذكر:
هناك رجل فاضل لا يقل عنه خلقـًا وأدبًا وتواضعًا وتعاونـًا وكرمًا وفضلاً
قدّم لي خدمة جليلة في عام 1398هـ . أيام عمله بتعليم الكبار بتعليم الطائف
لا أنسى وقوفه المشرف - بالحق - معي في قضية لا داعي لذكرها حتى لا أنكأ جراحي.
إنه الأستاذ: عبدالهادي عقيلي
حفظه الله، ومتعه بالصحة والعافيه، وجزاه عني كل خير.

أشكرك أخي الفاضل: نايف بن عوضه
على إتاحة الفرصة للتعرف على الحياة العملية الأخيرة لأخي عقيلي، ومسيرته الأدبية،
وأشكر أيضًا أخي العزيز: سعيد الفقعسي
على زيادة التعريف بتلك المسيرة الأدبية المشرفة.

للجميع أطيب سلام، وأزكى احترام.

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس