عرض مشاركة واحدة
قديم 08-17-2009, 03:54 AM   رقم المشاركة : 59

 

.

*****

قصيد للشاعر أحمد مصطفى شوقى
عضو نقابة الصحفيين المصريين ورئس رابطة الأدب الإسلامى بالقاهرة

يقال أنه ارتجلها عندما وقف عند الروضة الشريفة (والله اعلم)

القصيدة بعنوان "من وحي الحرمين"



آنسـت نـور الله جـل جلالـه = ومشيت حيث مشى النبي وآلـه
وبلغت أحسن مـا تمنـى مسلـم = وأعز مـا يسمـو إليـه خيالـه
مكنت من حظى فليس بشاغلـى = إدبــاره عـنـى ولا إقبـالـه
من يختتم سفر الحيـاة برجعـة = لله طــاب ختـامـه ومـآلـه
فضل من الرحمن كرمنـى بـهوه = و الذى لـم تجفنـى أفضالـه
ما زال ظل الله معتصمـى ويـاويلى = إذا امتنعت علـي ظلالـه
يا رب جآء إليك يلتمس الهـدى = عبـد لــه أوزاره وضـلالـه
قد خال آفاق الحجاز تضيق عـن = آثامـه وبهـا تـنـوء جبـالـه
عبر البحار إلى حمـاك ودمعـه = آمـالـه أو دمـعـه أوجـالـه
وخطا بأرضـك ذاهـلا وكأنمـا = طفقت تطـارد خطـوه أعمالـه
يا رب قد بلغتنـى أملـى ومـن = آواه بيتـك لـم تخـب آمـالـه
أنزلت فى القلب اللهيف سكينـة = لا روعـه بـاق ولا زلـزالـه
وأنلتنى شرف الطـواف وعـزه = سبحان ربـى لا يغيـض نوالـه
وشفبت شوقى للحطيم وزمـزم = والشوق طال على الفؤاد مطالـه
ولقد عببت زلال زمزم غاسـلا = قلبى به نعـم الغسـول زلالـه
قد حرم الري الحرام على دمـى = وجرى بزمزم فى الدماء حلالـه
ومقـام إبراهيـم قـد جاورتـه = ولـه سنـاه وقـدره وجـلالـه
وسعدت بالحجر الكريـم مقبـلا = ومجال إرخـاء الدعـاء مجالـه
وطربت للتسبيح من طير الحمى = وهدلـت لمـا شاقنـى هـدالـه
هذا الحمى قد كنت بعض حمامه = ولكل شاد فـى الـورى أمثالـه
أنس الحمام إلـي حتـى خلتـه = لى من كـرام الآل أو أنـا آلـه
لي شدوه لي أمنه ولـي اسمـه = إن لم يكن لي رسمـه وجمالـه
وخرجت من نسك إلى نسك كما = يهفـو لأعـذب منهـل نهـالـه
ودخلت موج المحرمين وكلهـ = مفرح وسربـال التقـى سربالـه
بين الصفا والمروة انبعثوا وهـم = عرس يـزف نسـاؤه ورجالـه
نشطوا فما أنـأ المسـن بسنـه = وقووا فما أعيا الهزيـل هزالـه
هان الزحام عليهم فـى نسكهـم = لا حـره يشكـى ولا أهـوالـه
الله ربـى وهـو أرحـم راحـم = تغنى الحجيج عن الظلال ظلالـه
ووقفت فى عرفات أذكر وقفـة = هي موثق الإسلام وهي كمالـه
هي وقفة للمصطفى أرست بهـا = ركن الحنيـف يمينـه وشمالـه
زكـى وعلـم ثـم ودع قومـه = وعـن الإلـه ووحيـه أقوالـه
صدق الوداع ففارق الدنيا إلـى = أهل السمـاء فأحسـن استقبالـه
ما بين أضياف السمـاء نظيـره = ما فى كواكبها الحسـان مثالـه
ثم ازدلفت إلى منى والكون يـملؤه = السنى والعيـد هـل هلالـه
ونحرت والجمع الكريـم مكبـر = ودم الذبائح قد جـرى سلسالـه
ورميت بالجمرات إبليس الـذى = هو لابـن آدم خسـره وخبالـه
وأفضت للبيت العتيـق تباركـت = أصباحـه وتقدسـت آصـالـه
ثم اتجهت لطيبـة طوبـى لمـن = شدت إلى روض النبي رحالـه
ولقد مررت بـآل بـدر خاشعـا = مـن ذا يفـوز بحظهـم وينالـه
قد جل عنـد الله منزلهـم فهـم = عمـال ديــن الله أو أبطـالـه
وصدحت فى حرم الرسول مؤذنا = والشعر أطلـق بالمديـح عقالـه
فكأننـى فـى مدحـه حسـانـه = وكأنمـا فــى الأذان بـلالـه
ووقفت بالصديـق عـز مقامـه = وأعز بأس المشركيـن نضالـه
وصفا لفخـر المرسليـن وداده = وزكت لدى الله العلـي خلالـه
وهتفت بالفاروق يا مـن نهجـه = عدل ومنـوال الهـدى منوالـه
من علم الأقيـال خشيتـه ومـن = كسرت نصال المشركين نصالـه
وذكرت عمار البقيع وكـل مـن = وصلت بأسبـاب النبـي حبالـه
إن الذيـن ذكـرت آل محـمـد = أزواجـه أنـصـاره أنسـالـه
أصحـابـه أحبـابـه أتبـاعـه = والضاربـون بسيفـه ورجالـه
ما بين مكـة والمدينـة موسـم = لله قـد حفلـت بـنـا أحفـالـه
على قضيت حقوقه عنـدى فـلا = نقصـت فرائضـه ولا أنفـالـه
عل المتاب قد ارتضاه البارئ = المتكبـر الحـي الشديـد محالـه
وأعاذ حجى مـن رجيـم همـه = إفسـاد مـا قدمـت أو إبطالـه
على من الفرق السعيد ولست من = فـرق شقـي أحبطـت أعمالـه
يا من يحب التائبين دعـاك مـن = صدق المتاب فهل يجاب سؤالـه
المسلمون ودينهـم فـى محنـة = لم يخف حالهـم عليـك وحالـه
وأراهــم متفرقـيـن كأنـهـم = جسم سـوي مزقـت أوصالـه
وأراهم وهبوا العـدو ظهورهـم = فتملكـت أعناقـهـم أغـلالـه
صـال العـدو عليهـم متجبـرا = واشتـد فيهـم بطشـه ونكالـه
وأخال من عشاقهـم مـن غـره = إمهال رب العـرش لا إهمالـه
وأخال منهم مـن يتـوب لعلـة = فإذا انقضت غلب المتاب ضلاله
يا رب ألزمنا صراطك تنحـرف = عنـا مسـاوئ يومنـا ووبالـه
يا من ينير الروح باهـر نـوره = ويزف ألـوان الجمـال جمالـه


*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس