عرض مشاركة واحدة
قديم 12-09-2012, 09:37 AM   رقم المشاركة : 10

 

كنت في مرحلة ما من عمري اظن أو يتهيأ لي أن الخير محصور في جنسية واحدة من البشر وربما تخيلت أن الجنة كهيئة خيمة كبيرة ضاربة بأطنابها على حدود شبه جزيرة العرب ولاتسمح لغير اهلها بالولوج إليها إلا بعد تمحيص وتدقيق كبيرين اما أهل الجزيرة فيذرعونها طولا وعرضا دونما حاجة لتأشيرة دخول، هكذا كنت أظن بل اسوأ من ذلك أني لم أكن متوقعا أن في العالم العربي من هو مؤهل لتدريس المواد الدينية من غير السعوديين وخصوصا بعد أنّ مرّ بي في مراحل التعليم المتوسط والثانوي بعض السودانيين والأردنيين من أصول فلسطينية يؤدون تلك المهمة دون احتراف وبسلوك يناقض ما كانوا يدرسونه لنا فكان لذلك دور في ترسيخ هذا المفهوم لديّ كمراهق في ذلك الوقت يرسم في ذهنه صورة جميلة لاساتذته وخصوصا معلمي أفرع الشريعة فإذا به يرصد فيهم سلوكا شبه معوج يصدمه ويدفعه ربما للنفاق والنفاق الأكبر ،

وعندما التحقت بالكلية وانتقلت من مجتمع قرويّ محصور وضيّق إلى مجتمع مدني منفتح يضم أطيافا أكبر من الناس لمست مدى خطأي وكان أول من غير من قناعاتي تلك شاب لبناني اسمه ( سامي البارودي ) كان يدرسنا في كلية قوى الأمن الداخليّ مادة الثقافة الإسلامية ومع أنه لم يكن يكبرنا كثيرا في السن وهو حليق اللحية ولم نكن نحتك به بصورة لصيقة كون الدراسة في الكليات العسكرية تضع حواجز وهمية بين الطالب والأستاذ حتى وإن كان مدنياً إلا أن ظاهر سلوكه كان شبيها بسلوك زميل أستاذنا بن ناصر الذي جعله يتذكره الآن وبعد مرور ثلاث واربعين سنة على لقائهما الأول .

إنها بصمة السلوك ، هذا المصطلح الذي يجب أن نفهم مدلولاته نحن أولا ونتقيد بها ثم نتيقن بأننا سننقلها بصورة غير مباشرة لأبنائنا ومن يحتك بنا سواء شئنا أم ابينا فلنكن بالفعل لابالقول قدوة حسنة ،

اما أنت ياابافيصل فإني أقول لك ماشاء الله تبارك الله على ماتتمتع به مميزات تجعلك تكبر في نظري يوما بعد آخر ولعل أهم مالفت انتباهي في موضوعك هذا كله هذه الذاكرة الجيدة التي لم تنس إسم هذا المعلم الرباعي ولا عنوانه رغم كل هذه السنين الطوال في الوقت الذي لم نعد نحفظ فيه الأسماء الثلاثية لبعض اقربائنا فضلا عن عناوينهم واعتمدنا على ذاكرة الهاتف المحمول في حفظها لكنها عودا على بدء بصمة السلوك الحسن التي لا تمح من الذاكرة أشخاصا بعينهم نسأل الله أن نكون وإياك منهم .( بسم الله ماشاء الله عليك وعلى ذاكرتك ) الحسد برّا وبعيد !!!

رحمك الله رحمة الأبرار ياأديب القادري وجعل مثواك جنة الفردوس الأعلى وأحسن لمن اطلق عبارة ( لكل من إسمه نصيب ) فلست بآخر من تجسدت فيه تلك المقولة ممن نعرفهم، إنا لله وإنا إليه راجعون .

 

 
























التوقيع






   

رد مع اقتباس