« أسلحة وسكاكين؟!» تباً لهم
تُقلقني وتقضُّ مضجعي كلمة" مُتَسّلل"، وفي إحصائية نشرتـها هذه الصحيفة (21 ربيع الآخر 1434هـ، ص 2) نقلاً عن مصدر مسؤول في مركز القيادة والسيطرة والتّحُّكم بوزارة الداخلية. أيْ أنّ الـمَصْدَر ثقة، وبالتالـي فالمعلومةُ صحيحة مائة بالمائة عن المتسللين. هناك 107 آلاف مُتَسلل، ألقتْ السلطاتُ الأمنيةُ القبضَ عليهم، إبّان شهرين فقط هـما: شعبان ورمضان من العام الماضي 1433هـ.
تمعنوا فضلا في هذا الرقم: 107 آلاف متسلل!، وتمعنوا فيما قاله المواطن علي الزهرانـي (من محافظة قَلوة):" إنّ الأهالـي يعانون من وجود الإثيوبيين في المناطق الـجَبَلية، وأطراف المحافظة، والمشكلةُ آخذةٌ في الزيادة، في ظل وجود أعداد كثيفة للمجهولين، الذين يلجأون إلـى الأماكن الوعِرَة، ذات التضاريس الصّعْبة من أجْل الاختباء فيها، بعيداً عن أنظار الأهالـي".
أوغلَ المتسللون في محاولاتـهم الرامية لإحداث اختلالات أمنية. أعرفُ أنّ السُّلْطات المعنية تبذل جهوداً مضنية،، وأعرِفُ الثمنَ الذي يدفعُه رجالُ الأمن، وأعرفُ قبل ذلك وبعده: ماذا يعني التسلل كما يعرفه غيري، وما يخيفني في " المتسللين" أخطارُهم، وتداعياتـها على الأمن، والاستقرار، والتنمية، وهي خطوط حمراء ، لا يجوزُ الاقترابُ منها أو حتى لَـمْسُها بمجرد إصبع، ينبغي أنْ تُقْطع، فالمسألة مسألة وطن ومواطن. وطنٌ لا تغمضُ عيونُ رجال أمنه عن الدواهي، والكوارث، وتُجّار المخدرات، ومواطنٌ له حقوق وعليه واجبات، من حق دولته عليه أن تحقق له مزيداً من الحماية، وتبدو قضية المتسللين على جانب كبير من الخطورة إذا أدرك المرء" أن كثيراً منهم يحملون أسلحة بيضاء" حَسَب المواطن علي الزهرانـي. أمس حَمَلوا أسلحة بيضاء، وغداً ماذا يحملون ؟ إن هذا الوطن لا ينبغي أن يكون مأوى لمن يحملون " الأسلحة والسكاكين" تَبّاً لـهم، ولا ينبغي أنْ يتخذوا من " بعض المواقع الحصينة سكناً لـهم" ولا ينبغي أن يكون سكنهم" في بعض المواقع الجبلية المحيطة" مصدر قلق لأمن الوطن والمواطن.