عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2011, 05:40 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










عبدالله أبوعالي غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 

- 3 -


لم نصل بعد لتعريف المؤرخ الأمثل لذا نجد :
أنّ هيرودوت / ثوقديد / الطبري / ابن خلدون / ميشله / كارلايل
جميعهم مؤرخون رغم انّ هناك من يصنف
هيرودوت بأب التاريخ ، وذاك صحفي ممتاز أبدع فن الاستطلاع الاثنوغرافي ،
وهناك من يقول بأنّ : ثوقديد مؤسس التاريخ النقدي ، وذاك أحدث علم السياسه
، وهذا يرى بأنّ الطبري محدث ، والآخر فقيه ، هناك من يرى إبن خلون
شيخ المحققين ، وذاك تلميذ لإبن رشد والشاطبي ... هذا فيما يتعلق بمن سبقونا
اليوم : مهنة المؤرخ منظمة وخصائصها معروفة .
السبب في اللبس الذي يجعل المؤرخ قديماً غير مؤرخ ويجعل غير المؤرخ
يتحول إلى مؤرخ هو الوعي بالتغيّر ... بمعنى ألاّ يكون مجرد ناقل (آله ) يشبه
الكميرا فهو ينقل دونما خبرة وهي (تحليل الأحداث وفقاً لمنظورها أنذاك )
وليس بأدوات وآليات العصر الراهن .
وهذا مايجعل التاريخ أسيراً للحافظ الناقل فهو موجود بوجوده وغائب بغيابه
أي الناقل الحافظ .
لذلك لم تفهم المقولة الشهيرة (التاريخ هو مجال الحريّة ) في حينها على
وجهها الصحيح .

التاريخ مجال الحرية :
أ - تعني تعليمياً : التاريخ مدرسة الحرية لأننا نتعلم من أخطاءالماضي
إنطلاقنا لسمو الحاضر وإستشراف المستقبل .
ولذلك لانتقاطع بالرفض للرؤى الفلسفية التي مثلها : فولتير ، ماكولي ، غيزو ، أكتون
بل نتخذ مايتلائم مع حتميات تاريخنا ومبدأنا الأديلوجي لنصوغ من خلال نقدنا البنيوي
او الواقعي للتاريخ .

ب - تعني معرفياً :
التاريخ هو تجربة معرفية فالتاريخ وعلمه لاينفصلان .
هذا ماينبغي ان يكون عليه الترايخ ومؤرخيه بينما قديماً نجد انّ كتاب
التاريخ هم في الواقع (رجال سياسه ورجال دراسه ) ناقلين للتاريخ ومؤثرين فيه
ولم يوجد مؤرخ محترف سواءً في الغرب او عند المسلمين .

ثوقديد مثلاً كان رجل سياسة قبل أن يصبح مؤرخاً هذا كمثال للغرب .

بالنسبة للمسلمين : خالد بن يزيد (الأموي) كان من رجال التاريخ وعلماء
المسلمين وأخيه معاوية بن يزيد الذي كان له موقفاً من الخلافة وتركها للشورى .
نفس الأمر ينطبق على علم الحديث الذي كان من فروعه
(المغازي) والتي كانت تتحدث عن غزوات وسرايا النبي صلى الله عليه وسلم
ثم إلحق بها حروب الردّة والفتوحات .. مدونيها من أصحاب المناصب السياسية
والعسكرية . وخلال فترات الأمويين والعباسيين تم تدوين مايرضي السلطة
حينذاك ولايمكن ان نتجاهل الكارثة التي المت بمكتبات بغداد إبّان حملة هولاكو
الشهيرة عام 656 هجري ومانتج عنها من إلقاء آلاف الكتب في نهر دجلة
ولايعلم هل كانت كتب دين ام لغة ام علوم ام ماذا ؟

مااعنيه أنّنا يجب أن نتخذ جانب الحيطة والحذر في تناول احداث التاريخ الإسلامي
وتحديداً في فترة نشوء الدولة فترة النبي صلى الله عليه وسلم
وعصر الراشدين رضوان الله عليهم ونقيم التجربة من خلال
أحداثها وشخوصها وثقافتهم ووضعهم الديني والإجتماعي ومواقفهم قبل الهجرة
وبعدها ولانقيم بمعطيات عصر الإنفتاح الأموي أو عصر النبوغ العبّاسي .

 

 

   

رد مع اقتباس