عرض مشاركة واحدة
قديم 11-30-2011, 12:59 AM   رقم المشاركة : 1000

 

.

*****

اقتباس:

من مشركة نزهة المشتاق
وجدتي (عليّة) تأتي إلينا زائره
بقفة مليئة باللوز والزبيب والثمر
كأنها أميرة حفية بأهلها موقره
فتصنع أمي قهوة لذيذة مبهره
وتدعو الجارات في وقت الضحى
على فطور صنعته بيديها الماهره !
قدوم الجدة أو العمة أو الخالة أو الحميلة إلى بيت اهلها منظر ثابت في ذاكرة كل من عاش تلك الحقبة من الزمن وغالباً يكون الوصول مع شرقة شمس الصباح أو قبل غروبها وقد يكون لهذا التوقيت معنى في نفوسهن , وكانت القفة كما ذكرت الأخت نزهة المشتاق لا تخلو من اللباب والزبيب والريحان والكادي والموز والحمبص والحلاوة وربما السمن والعسل إن كانت الزيارة بهدف المباركة في مولود جديد

كان أطفال القرية يرقبون تلك القفة فوق رأس تلك السيدة القادمة من بعيد ويرغبون معرفة من هي ويتمنون شيء مما بقفتها ويغبطون صديقهم على قدوم قريبته وهو في المقابل يحدثهم بصلة القرابة ويشعرهم برغبته في الذهاب ليبشر اهله بقدومها

كبير العائلة يقرر تدبير لحم الغداء أو العشاء وربما يفكر في ذبح أحد خرافه (شركة) وهو سيأخذ القسم الأكبر لكي يكرم ضييفته وأهل بيته وجيرانه

الضيفة تقترب والاطفال يتابعون وصولها وأهل البيت يجهزون القهوة واللطف ويتجمهرون للترحيب وهي تبادلهم التراحيب وتقدم قفتها لكبيرة البيت التي بدورها تنولها لمن يصغرها لتضعها في العلية وبعد التحايا تأخذ مكانها بجوار مكان كبير العائلة وتأخذ نفس طويل ثم يقدم لها طاسة الماء ومعها تحمد الله وتشكره ويتبادلن النساء التراحيب والسؤال عن الأبناء والبنات والأقارب والجيران ومع الحديث تقدم القهوة واللطف

بعد القهوة تطلب الضيفة قفتها التي ينبعث منها رائحة الريحان والكادي لتقدم ما فيها والأطفال يترقبون ماذا ستقدم لهم وكبير العائلة يترقب علم ضيفته ليحدد سب قدومها ومدة بقائها وهل هي على وفاق مع زوجها وعيالها

زاوية أبا ياسر تعيدنا للماضي ولمورثنا الاجتماعي وذكريات الأيام بجمالها وقسوة أرضها وخضرة شجرها
ومعها يسطر الأخوة حديث الذكريات فلهم جميعاً كل تحية وتقدير


*****

 

 
























التوقيع