عرض مشاركة واحدة
قديم 12-08-2009, 06:50 AM   رقم المشاركة : 1
حضر الأبرار وغاب التجار


 




هل آن لأهالي جدة أن يمدوا أرجلهم...؟

بداية، سأتفق مع كاتب الضحك المبكي خلف الحربي،

حين قال بفشل الإعلام في متابعة كارثة جدة لحظة وقوعها..

نعم ياخلف، الكارثة كانت أكبر من أن تستوعب لحظتها،

فكيف بالكتابة عنها ووصفها.

اعتاد الإعلاميون في جدة على ملاحقة كل قطرة مطر تنهمر على أرضهم

لتبيان ما أعملته في الشوارع والسيارات والبيوت..

ولكن هذه المرة لم يترك لهم المطر مكانا يطأون به أقدامهم،

ولا زالت صورة زميلنا المصور سعيد الشهري عالقة في ذهني

حين عاد ليلة المطر إلى المكتب حافي القدمين بعد أن فقد حذاءه في وحل قويزة.

مقاطع الهواة التي نزلت على اليوتيوب نقلت الحدث كما هو في لحظته،

فكانت الأبلغ والأكثر تأثيرا..

ولكن دور الصحافة فيما بعد الحدث كان واضحا واللغة التي كتبت بها كانت صريحة،

والأمل أن تتكلل هذه الجهود بتوفيق الله،

ثم بنتائج تحقيقات اللجنة، وتكون بذلك الصحافة مارست دورها كسلطة.

القضية ياخلف ليست هنا،

هي هناك بين جدران غرفة جدة للتجارة التي نصبت أمس الشيخ صالح كامل رئيسا لها،

وصالح كامل من أبناء جدة الأقحاح وهو أهل لهذا المكان ولو تأخر.

بالأمس تحدثت مع الزميل طراد الأسمري مسؤول العلاقات العامة في الغرفة،

فأكد أن غرفة جدة جندت موظفيها لخدمة الحركة التطوعية

وخصصت مركز المعارض لجميع المعونات

وأطلقت مبادرة «لجنة أهالي جدة للتكافل»

لتنضوي تحتها الجمعيات الخيرية منعا لعشوائية التبرع.

ولكن هل هذا يكفي؟

كنت أتوقع أن يطلق الرئيس الجديد حملة تبرعات في يوم تنصيبه

من أجل جدة وأهلها المنكوبين،

فيسن بذلك سنة حسنة لأكثر من 35 ألف رجل وسيدة أعمال من المنتسبين للغرفة.

تجار جدة غابوا عن تضميد جراح مدينتهم وكأن ما حدث لا يعنيهم.

جدة التي تزخر بآلاف شهبندر التجار،

تقف اليوم حائرة أمام عقوق أبنائها من أصحاب رؤوس الأموال،

وبينهم من دخل جدة وهو معدم وأصبح منتسبا لغرفتها.

يقال إن هناك تبرعات خفية من بعضهم،

ولكن جدة اليوم بحاجة لمن يرفع صوته متبرعا،

لعلها تستفيق من غيبوبتها،

لتعرف أن من قطف ثمرها أمس يزرعها اليوم من جديد،

أو لترفع أنت صوتك ياخلف،

لتخبر أهالي جدة أنه الأوان ليمدوا أرجلهم.


المصدر


تحياتي
...........

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس