عرض مشاركة واحدة
قديم 05-05-2009, 01:50 PM   رقم المشاركة : 23

 

يا أبا ناهل كان العم احمد بن عبد الرحمن ، وأخوته
عبدالله عجير(التاجر المشهور ) وسعد بن عبدا لرحمن الشاعر المعروف
رحمهم الله رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته
هم أنبل وأفضل مما سمعت عنهم وأكبر مما كنت تحسبه مبالغة في المديح
فقد كان النبل والكرم والشيمة وبذل المعروف ومساعدة المحتاجين والإصلاح بين الناس
أقول كانت جميع هذه الخصال فيهم طبعاً لا تطبعاً وكأن أحوالهم تشير إلى قول أبي تمام :
تعوّد بسط الكف حتى لو أنه *** ثناها لقبض لم تطعه أنامله

أعود للحديث عن العم أحمد رحمه الله فقد كان متبّعاً للسنة منكراً لكل ما يخالفها
محباً للدعاة والعلماء يستضيفهم في منزله ويكرمهم أيما إكرام ويتأثر بحديثهم .
ففي عدد من المرات كنت أبتاع منه أشياء (حيث كنت أتردد على الدكان كثيراً
لأنني كنت رسول لأهالي القرية لشراء حاجياتهم ) لصغر سني
فحين أسمي الحاجة باسمها وهو رحمه الله لا يتذكر موقعها من الدكان
فحينما يبحث عنها ولا يجدها يبادر فوراً إلى قول ( لا إله إلا الله ) مرة أو مرتين
فو الله ما يكاد ينهيها حتى يجد ضالته وهذه الحادثة شاهدتها بنفسي
ولم أكن مدركاً لمغزاها في ذلك الوقت وعرفت فيما بعد أنها تطبيق عملي
للآية الكريمة (وأذكر ربك إذا نسيت )
وكيف لا يعتبر العم احمد بن عبد الرحمن وأخوته من الرموز التي لا تنسى كما ورد في العنوان
وقد خلّفوا لنا رموزاً وأعلاماً أيضاً لا تنسى ، وهم الأخ سعد بن أحمد واللواء عبدا لجبار وأخيه محمد والأخ حمود بن أحمد والأخ عبد الرحمن بن أحمد
ولن أبحر في تعداد مناقب الاستقامة والصلاح التي ورثوها من والديهم
فالأخ سعد كان علم في بلجرشي يفد الناس على مسجده لحسن تلاوته وترتيله
وكان مديراً متميزاً في مدرسة الصدّيق ببلجرشي ومثالاً في الإدارة
أبّان عمله في الإدارة العامة للتعليم بالمنطقة الغربية
نشأ وترعرع على طاعة الله والآن هو علم من أعلام القرية وواجهة لها
ومقّدم للتكلم باسم القرية في المناسبات .
واللواء عبدا لجبار غني عن التعريف فهو علم من أعلام الوادي تغنى به الشعراء
(جبار من روس الرفاقة ومنشلي)برع في السلك العسكري منذ نعومة أظفاره وخرج بسمعة حسنة بلغت الأفاق
فما يكاد يذكر الأخ عبدا لجبار إلاّ وتسمع الثناء العطر
فقد انخرطت أنا في دورة المتطوعين في الجيش في الطائف أبّان حرب الخليج
وكان لا يزال على رأس العمل وقد أثلج صدري ما كان يدور بين الأفراد من ثناء عليه
دون علمهم بصلة القرابة التي تربطني به
والأخ محمد البدوي عرف بالسمعة الحسنة والاستقامة ومن آخر محاسنه انتقاله بسكناه إلى مجاروه بيت الله الحرام وملازمة المشائخ بالحرم المكي ، اسأل الله أن يكون ذلك من حسن خاتمتة
أما الأخ حمود (أبو عبد العزيز) والأخ عبد الرحمن (أبو فارس) فهما رمزان وعلمان من أعلام القرية والمنتدى والجميع يعرفونهما من خلال الساحات حتى أحفاد هذه العائلة الكريمة عرفوا جميعهم بالسيرة العطرة والصلاح والتفوق والنبوغ وتقلد الكثير منهم المراكز القيادية والمرموقة نفع الله بهم وزادهم توفيقاً وسداداً
قال تعالى (ذريّة بعضها من بعض والله سميع عليم )
وسأكتفي هنا بعرض مقتضب لسيرة نموذج فريد من أحفاد العم أحمد
وهو (أحمد بن حمود) رحمه الله
فقد كان (صورة من جده عليهم رحمة الله جميعاً )
فهو بإذن الله من السبعة الذين سيظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله
كونه " شاب نشأ في طاعة الله" هكذا كنا نحسبه والله حسيبه
تجلى ذلك بوضوح من خلال سيرته الذاتية في القرية فقد كان محافظاً على صلاة الجماعة في المسجد
وعرف بالاستقامة منذ الصغر وفي شبابه أتضح ذلك من خلال عمله الدءوب معلماً بالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة التي يقضي فيها جلّ وقته ،
علماً بأن ذلك لم يثِنه عن التفوق والنبوغ فقد أتمَّ دراسته العلمية بنجاح وتفوُّق
وتخرَّج من الجامعة وعيّن معلماً ،
ولن أنس الجموع الغفيرة التي قدمت من جدة لتشاركنا في دفنه في رنيه
وكلمات الثناء والمديح والإطراء التي سمعناها من القائمين على تحفيظ القرآن الكريم بجدة
سواء في البيت لمّا قدموا للعزاء أو بعد الصلاة في المسجد المجاورلمنزل الأخ حمود
ولن أنس حزن طلابه في التحفيظ بجامع الشربتلي عند زياتي للجامع أيام العزاء .
رحم الله من مات من هذه العائلة وغفر له وجعل منزلته في عليين
واسأل الله أن يوفق من بقي منهم ويمد في أعمارهم على طاعته
وأن يغفر لي ولكاتب الموضوع وكل من شارك في هذا الموضوع القيّم وكل القرّاء والأعضاء ولوالدينا ووالديهم ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنه على ذلك قدير

 

 

   

رد مع اقتباس