عرض مشاركة واحدة
قديم 09-17-2010, 12:46 PM   رقم المشاركة : 7

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوناهل مشاهدة المشاركة
فعلاً يبقى عبدالعزيز أو (عزوز) رحمه الله
على رأي شقيقه أحمد حفظه الله أحد الرموز الثقافية
في البلاد العربية كمبدع وروائي مميز .
وجمال عبدالعزيز في إنسانيته العميقة الجذور والإرتباط بالأرض ومن عليها
وفي قلمه المبدع الذي سخره لخدمة الإنسان ... من السهل أن تكون مثقف
ولكن من الصعب جداً أن تكون إنسان بل ومبدع وعبدالعزيز رحمه الله جمع
كل هذا وماكتبه عنه الروائي - أحمد الدويحي - غيض من فيض لاعدمناه .
........ سمن وعسل دام هذا التميز ولاعدمناك ........


عبدالعزيز صالح محمد مشري الغامدي


ولد رحمه الله في قرية محضرة بالباحة عام 1374 هـ . وتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي بها .
ـ تفرغ للقراءة الذاتية والرسم والكتابة الإبداعية مبكراً ؛ حيث أعاقته ظروفه الصحية عن استكمال دراسته أو الانتظام في عمل وظيفي .
ـ عمل محرراً ثقافياً في ملحق المربد الدي كانت تصدره جريدة اليوم .
ـ شارك في بعض المنتديات والمهرجانات الأدبية داخل المملكة العربية السعودية وخارجها .
ـ أسهم في كتابة المقالة الصحفية عبر زاويته " تلويحة " في أكثر من صحيفة سعودية ، كان آخرها صحيفة الجزيرة وعبر ملحقها الثقافي .
ـ أقام له النادي الأدبي بجدة حفلاً تكريمياً تخللته مناقشات عديدة ومداخلات أدبية حول تجربة الكاتب القصصية والروائية وريادته في الفنين .
ـ أصدرت صحيفة الجزيرة ملحقاً ثقافياً خاصاً بإبداع وأدب مشري ، وقدمت مؤسسة الجزيرة الصحفية درعها تكريماً لجهد المشري في الأدب السعودي .
ـ أقام فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالباحة ـ مسقط رأس الكاتب ـ حفلاً تكريمياً آخر إحتفاءً بتجربته الرائدة ، ومساره الإبداعي المتميز ، وكفاحه الإنساني العظيم .
ـ قام الشاعر والروائي علي الدميني الصديق الأوفى لمشري بجمع ما كتب عن المشري من دراسات نقدية ومتابعات وشهادات وأصدرها في كتاب حمل عنوان " ابن السـروي وذاكرة القرى " ، وظهر متزامناً مع حفل تكريمه في الباحة .
ـ كان رحمه الله أبرز من كتب عن طبيعة الحياة في القرية الجنوبية ؛ حيث نقل عبر تجربتيه الروائية والقصصية منظومة العادات والقيم والمكونات الحضارية لهذه القرية في أعماله . كما استوحى طبيعة إنسانها ومزاجه وحسه الإنساني .
ـ كانت تجربة المرض واضحة في إبداع مشري ؛ حيث استمدها كمقوم إبداعي فنقل عبرها أدق تفاصيل الإحساس الإنساني ساعة المرض بتلك الشفافية المتناهية ، والوصف الإنساني الواقعي المنتقى ، والحساسية الاستثنائية .
ـ بلغت إرادته الأسطورية في مواجهة المرض حداً كان مثار إعجاب وإكبار الآخرين ؛ إذ ظل يكتب رحمه الله حتى اللحظات الأخيرة من حياته .
يقول الدكتور معجب الزهراني معلقاً على هذا الجانب بالذات :
" مرت بي فترة وأنا عاجز تماماً عن أن أرى عبدالعزيز أو أن أقرأ أو أسمع شيئاً عنه ؛ كنت أضعف بكثير من ألمي ، وأقوى بكثير من أية مثابرة لإخفائه أو التصريح به . كنت أثمّن كل ما يكتب عنه وإليه ، وهو في ذروة جديدة من ذرى معاناته المتصلة اتصال إبداعه وحضوره ،لكنني لم أستطع المشاركة في هذا النوع من الكتابة ؛ لأن لعبدالعزيز عندي صورة تختلف كلياً عن عبدالعزيز الذي يكتب عنه الآخرون ؛ لم أستطع أبداً الفصل بين الكائن والكاتب فيه ، ولا بين النص والشخص المشري ؛ كلاهما من الألفة التي لا يمكن استحضار إحدهما دون الآخر ، ومن المحال استحضارها خارج فضاء الحياة الخفيفة المرحة البسيطة العميقة التي تحفل بها كتاباته "
ـ كان صديقه ورفيق دربه علي الدميني من أبرز من احتفى بتجربته وعني بإنتاجه كائناً وكاتباُ ، وكان من أبرز نصوصه الشعرية التي كتبها له " قصيدة لذاكرة القرى " :
" مثلما سيطل الغريب على محضره
سيطل ابن مشري على نفسه
في البيوت التي نبتت من عروق الجبال
وسيسألها عن فتى ذاهب لحقول البدايات
حيث تسيل ورود الطفولة
فوق عيون الحصى
مثلما تتنامى على شجرة
وسيبسط كفيه قرب المساء
لتأوي إليه العصافير
من غابة اللوز ، والطلح ، والعنب الفارسي
والرعيني كما تهطل المغفرة "
ـ كان إبداع مشري موضوعاً لدراسات نقدية عديدة ؛ حيث تناول إنجازه القصصي والروائي باعتباره ملمحاً مستقلاً في مسارالإبداع السردي في المملكة .
وقد تناول أدبه بالدراسة الناقد الدكتور محمد صالح الشنطي ، والدكتور معجب الزهراني ، والدكتور حسن النعمي ، والدكتور يوسف نوفل ، والأستاذ عابد خزندار ، والأستاذ أحمد بوقري والأستاذ حسين بافقيه ، والأستاذ معجب العدواني ، والأستاذ عبد الحفيظ الشمري ، والأستاذأحمد سماحة ، والأستاذة فوزية أبو خالد ، والأستاذ حسن السبع ، والأستاذ فايز أبا ، وقد تناولت الدكتورة كوثر القاضي بعض أعماله القصصية في أطروحتها للدكتوراة حيث أعتبرته أحد أعمدة التحديث في الشكل والمضمون في القصة القصيرة ؛ حيث تعد مجموعته القصصية الأولى " موت على الماء " من أوائل المجموعات القصصية بالمملكة التي أسست للغة الشعرية العالية ؛ فقد استثمر كثيراً من تقنيات كتابة النص القصصي بدءاً بالكلمة المنحوته بطريقة خاصة به ، إلى التكرار الإيقاعي ، إلى اللعب الحاذق بلعبة التقديم والتأخير التي تعتمد على موروث الحكي الشفاهي ، إلى غير ذلك من تقنيات أثبتتها الدراسة .
ـ لم يتوقف إبداع مشري عند أدب القصة بنوعيه ؛ فقد امتلك رحمه الله موهبة جميلة في الفن التشكيلي ؛ وقد قام بتنفيذ الرسوم الداخلية للمجموعة الشعرية الأولى للشاعرة فوزية أبو خالد
" إلى متى يختطفونك ليلة العرس " وبعض أغلفة مجموعاته القصصية ورسوماتها الداخلية .
ـ تميز رحمه الله بغزارة الإنتاج وتنوع الاهتمامات حيث صدرت له الأعمال التالية :
1. باقة من أدب العرب " وهو عبارة عن مختارات تأسيسية من نصوص التراث العربي "
2. المجموعات القصصية التالية : " موت على الماء ، أسفار السروي ، بوح السنابل ، الزهور تبحث عن آنية ، أحوال الديار ، جاردينيا تتثاءب في النافذة "
3. الروايات التالية : " الوسمية ، الغيوم ومنابت الشجر ، ريح الكادي ، الحصون ، في عشق حتّى ، صالحة "
4. " مكاشفات السيف والوردة " وهو كتاب يضم سيرته الإبداعية والثقافية .
5. ترك رحمه الله المخطوطات التالية : " رواية بعنوان " المغزول " ، " القصة القصيرة في المملكة " وتتضمن بعض مشاهداته وتأملاته عنها ، نصوص شعرية بعنوان : " ترنيمة " .
6. ترك عدداً كبيراً من اللوحات الزيتيه والرسومات المخطوطة بالحبر . ويطمح أصدقاؤه إلى طباعتها وجمعها في كتاب .
ـ أصيب بمرض السكري وأدت مضاعفات المرض والعلاج مع مرور الزمن إلى التأثير على البصر ، واختلال توازن حركة المشي ، والفشل الكلوي ، واضطراره لغسيل الدم ( الديلزة ) ، وكذلك تعرضه لضغط الدم .
ـ أجريت له عملية لزراعة الكلى بمستشفى الملك فهد بجدة في النصف الأول من عام 1993 م وقد تكللت بالنجاح ، وساعده ذلك على التألق والإبداع في السنوات الست الأخيرة من عمره ، ولكن الغرغرينا بدأت تغزو أطرافه فتم بتر إصبع من يده اليسرى ، ثم بترت القدم اليمنى ، ثم بترت الساق اليسرى كاملة .
ـ توفي رحمه الله تعالى بمستشفى الملك فهد بجدة في يوم الأحد الساعة السادسة إلا ربع مساءً بتاريخ 7/5/2000 م . وكان إلى جواره أخيه المخلص " سادن الذكريات " أحمد مشري ، وصديقه الوفي سعد الدوسري .
وقد ووري جثمانه الثرى في مقبرة الفيصلية بجدة ، ويقع قبره في الجهة الشرقية من المقبرة على مسافة أربعة أمتار من الجدار الشرقي وثمانية أمتار من الجدار الشمالي .
وأخيراً لقد كان عبدالعزيز مشري يستحق تكريماً أكبر من التكريم الذي ناله في حياته ، وأجدني هنا أكرر ما قاله صديقه الحميم الأستاذ علي الدميني :
" لقد كان عبدالعزيز يستحق التكريم ولكننا كنا نخشى أن يبدو تكريمه مبكراً ـ حيث لم يكمل الخامسة والأربعين من عمره عند وفاته رحمه الله "
إننا نرفع أكف الضراعة الآن ـ بعد أن مات مشري وهو في شرخ الشباب ـ لله رب العالمين أن يمد بأعمار أصدقائه و محبيه ليستكملوا المشروع الذي بدأوه لإعادة طباعة كل نتاجه الإبداعي مرة أخرى ؛ فقد صدر حتى الآن ـ على حد علمي ـ الجزء الأول من الأعمال الكاملة ، ويضم مجموعاته القصصية ، كما صدرت في بيروت رواية" المغزول " ، وبانتظار الجزء الثاني للأعمال الكاملة الذي سيضم رواياته ، وقد يكون الآن قيد الطبع ..



الفاضل ..ابو ناهل..


التميز بمروركم واراؤكم وتعليقاتكم

 

 

   

رد مع اقتباس