عرض مشاركة واحدة
قديم 06-10-2012, 02:37 PM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










غرباوى غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
غرباوى is on a distinguished road


 

«البلد» و «هالولد»!!
خطرات
بدر أحمد كريم
يردد الناس مثَلًا شعبيًا معروفًا «ما في البلد غير ها لولد؟» كناية عن إنسان استحوذ على أكثر من عمل واحد في أيِّ مجتمع، فهو المدير العام، وعضو مجلس إدارة، ومشرف على جمعية، ومتحدث، وخبير، ومستشار، ومع تَرْدَاد المثل تدور تساؤلات: من أين جاء؟ مَنْ وراءه؟ مَنْ أتى به؟ أليس في المجتمع أكْفَاءٌ غيرُه؟ ألم تلد الأمهات مَنْ هو مِثْلُهُ أو أحسن منه؟ فضلًا عن همسات، وتعليقات، وتوترات، والتجارب تدل أنه في مثل هذه الأجواء، التي تسود أي مجتمع، تظهر اختلالات، في قوائم تتجدد باستمرار، تزيد ولا تنقص، ويصبح مستقبل الإنسان، أشبه ما يكون بأعجازِ نَخْلٍ خاوية.
لا يستطيعُ أحدٌ أنْ يُنكر، أو يتجاهل نظرية «الشخص المناسِب في المكان المناسِب» فهو صمّام أمان، ينشغل بالحاضر قدْر انشغاله بالمستقبل، لا ينخرط في صراعات قبائلية أو مناطقية، نقاشُه يرتفع إلـى مستوى أعلى، وفي المقابل فإن روح التشدد أو التعصب، تخيم على عمَل الشخص غير المناسِب، ولذلك تراه يثير القلاقل والفتن، ويبذر بذور الشقاق والنفاق، وله انعكاسات خطيرة، على البناء الاجتماعي لأي مجتمع، وفي جميع الأحوال فالمطلوب ليس إبداء «وجهة نظر» بل المطلوب «إعادة النظر» بمعنى آخر المطلوب مراجعة المواقف جميعها، بالبحث في مرجعياتها المعرفية، وأصولـها التاريخية، والتحليل النقدي وحده هو القادر على التمييز بين «الزّبَد» الذي يذهبُ جُفَاءً، وبين «ما ينفعُ الناسَ فيمكثُ في الأرض».
من أسباب تأخر القرارات -كما رأى الكاتب السعودي المعروف حمزة السالم- «أنْ يُكلّف مسؤولٌ واحدٌ بعشراتِ المهام، ويرأس عشراتِ اللجان، ويشارك في عشرات أخرى، فلا والله هُوَ دَرَى عن هذه، ولا تلك، ولا حَمَل هَـمًّا لذلك، فهو غير مُحَاسَب، ولا مُطالَب» (صحيفة الجزيرة، 11 رجب 1433هـ، الصفحة الأخيرة).
«ما في البلد غير ها لولد» مَثَل ينبغي أن يختفي إلـى الأبد، ويسقط فورا، في مجتمع هو «صورة صادقة لطبيعة النفْس العربية الـمُسْلِمة، ومُمْكناتـها الغنيّة، واتجاهها الأصيل».

 

 

   

رد مع اقتباس