الموضوع: من تُصاحب؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-2010, 02:25 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 






الصاحب ساحب

لو أن مؤمناً دخل إلى مجلسٍ فيه مائة منافق ومؤمنٌ واحد لجاء حتى يجلس إليه،

ولو أن منافقاً دخل إلى مجلسٍ فيه مائة مؤمن ومنافقٌ واحد لا زال يمشي حتى يجلس إليه،

وإن أجناس الناس كأجناس الطير،والطيور على أشكالها تقع.

أخي الحبيب

صاحب العقلاء تُنسب إليهم وإن لم تكن منهم،

ولا تصاحب الجهال فتُنسب إليهم وإن لم تكن منهم،

ولك أن تسأل أهل السجون كيف وصلوا إلى قضبان الحديد،

وكيف وضعت في أيديهم وأرجلهم القيود، إنهم بلا شك بواسطة أصدقاء السوء.

اسأل أهل الخمر والمخدرات كيف وقعوا في ذلك؟

كم ضل من ضل بسبب قرينٍٍ فاسد أو مجموعة من القرناء الأشرار،

وكم أنقذ الله بقرناء الخير من كان على شفا جُرفٍ هار فأنقذه الله بهم من النار،

وكاذب ثم كاذب من ادَّعى قدرته على معايشة البيئة الفاسدة دون التأثر بغبارها ،

لأن قلبه قلب بشر لا قلب مَلَك ،وسيتأثر حتماً بالبيئة المحيطة سلباً أو إيجاباً ،

وإلا لماذا أمر الله رسوله المؤيد بالوحي والذي رأى الجنة والنار رأي العين

بصيانة سمعه وبصره ومفارقة مجالس السوء قائلاً له:

(وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ

وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
)

[الأنعام:68]

لنتأمل في حال رجل عاقل كبير في السن ،

كان سيداً من سادات العرب ورأسٌ في قومه ومجتمعه ،

مسموع الكلمة مُطاع الرأي:

إنه أبو طالب عم النبي يقع في براثن رفيق السوء

ويهلك نتيجة الصحبة السيئة!

لما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي وعنده أبو جهل

وعبد الله بن أبي أمية فقال:

أي عم! قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله - عز وجل

فقال رفقاء السوء أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية:

(يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب)

فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر شيء: على ملة عبد المطلب )

[أخرجه البخاري في الجنائز (1272)].

نعوذ بالله من الخذلان ومن جلساء السوء.

وإن من الخيبة أن ترى المرء لا تنبسط أساريره إلا مع قرناء السوء،

إن هَمَّ بخير ٍٍِثبطوه، وإن أبطأ عن سوء عجّلوه، وإن استحيا من منكر شجعوه وهونوه،

فهم دعاة له على طريق جهنم، إن استمر معهم أردوه في أسوأ عاقبة وأتعس مصير،

وكانت عاقبته الندامة والعض الشديد على اليدين ندمًا على صحبتهم،

في مثل هذا قال تعالى:

(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِى اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يا وَيْلَتَا

لَيْتَنِى لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَنًا خَلِيلاً لَّقَدْ أَضَلَّنِى عَنِ الذّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِى

وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً
)

[الفرقان:27-29].

 

 

   

رد مع اقتباس