عرض مشاركة واحدة
قديم 11-21-2008, 06:49 PM   رقم المشاركة : 3

 


الغنيمة الثانية

الانطلاقة الحيوية



ومرة أخرى نأخذ هذه الغنيمة من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – السابق ،

إنها غنيمة حسية مهمة، أثرها ظاهر بل باهر ،

وفائدتها أكيدة بل فريدة ،

تأمل معي قوله – صلى الله عليه وسلم - فيمن ذكر وتطهر وصلى الفجر:

( أصبح نشيط النفس )

إن افتتاح اليوم بالذكر والطاعة يجعلك منشرح الصدر ، طيّب الخاطر، قوي العزم ،

متجدد النشاط ، تنطلق وفي محياك وسامة ، وعلى ثغرك ابتسامة ،

وينفرج –بإذن الله – كربك ، ويزول-بعون الله- همّك ،

وترى من نفسك على الخير إقبالاً، وللطاعة امتثالاً،

وتجد الأمور ميسرة، والصعاب مذللة، يلقاك التوفيق مع بشائر النهار،

ويصحبك النجاح في سائر الأحوال.

وانظر - أخي- إلى من حرم هذه النعمة ، وفاتته تلك المنة ..

انظر إليه وقد أصبح في غفلة فإذا هو " خبيث النفس كسلان" ، لا يصحوا إلا متثاقلاً ،

وتراه مكدر الخاطر ، ضيق الصدر ، فاتر العزم ،

تنظر إليه فكأنما جمع همَّ الدنيا بين عينيه ، وكثيراً ما تتعسر أموره ،

وتتعثر مقاصده ،

إنه يكون خبيث النفس بسبب" إتمام خديعة الشيطان عليه"

ويكون كسلاناً أي متثاقلاً عن الخيرات لا تكاد تسخو نفسه ولا تخف عليها صلاة ،

ولا غيرها من القربات ، وربما يحمله ذلك إلى تضييع الواجبات .

[ المفهم 2/140 ] .

قال ابن عبدالبر :

هذا الذم يختص بمن لم يقم إلى صلاته وضيعها . أما الذي انبعث للطاعة ،

وبادر للصلاة ؛ فإنه يكون " طيب النفس " لسروره بما وفقه الله له من الطاعة ،

وبما وعده من الثواب ، وبما زال عنه من عقد الشيطان ،كذا قيل ،

والذي يظهر أن في صلاة الليل سراً في طيب النفس


[ الفتح3/26] .

ومن معاني النشاط أنه يكون نشيطاً لما يرد عليه من عبادات أخر من صلوات وغيرها ؛

فإنه يألف العبادات ويعتادها حتى تصير له شرباً ، فتذهب عنه مشقتها ولا يستغني عنها

[المفهم2/409 ] .

إنه ينشط بزوال آخر سحر الشيطان عنه ،

وكفايته إياه ،

ورجوعه خاسئاً عنه خائباً من كيده

[ إكمال المعلم3/142 ] .

فما أحسنها من غنيمة تشبث بها ولا تضيع .

 

 

   

رد مع اقتباس