عرض مشاركة واحدة
قديم 03-19-2010, 05:17 PM   رقم المشاركة : 29

 

وما بيَ من خبلٍ ولا بيَ جنّةٌ ........... ولكنّ عمّيْ يا أخيُّ كذوبُ

نشآ معا في أحضان الطبيعةِ ، طفلان يرعيان الغنم ، فامتزجت روحُه بروحها وفكره بفكرها ، فلمّا كبرا ، ظهر هو شابا فتيّا وشاعرا قويّا متمكنا ، وبدت هي حسناء لم يعرف الليلُ أجملَ من عينيها ، فإذا بالودادِ ينقلبُ غراما وإذا بالسؤال ينقلب شوقا وهياما ، فتبتلَ في محراب حبّها وراح يبادلها العشقَ بالعشق ويكشف ما بينهما من غرام وهيام :

ويح المحبّ إذا تملّكهُ الهوى ......... نمّتْ بهِ عينانِ فاضحتانِ
إنّه عروة بن حزام وإنّها عفراء .
ولأنّها ابنة عمّه ( عفراء ) ، ولأنّه ( عروة بن حزام ) الذي تربى في بيت أبيها ( عمّه ) حيث كان فقد والده وهو مايزال في معيّة الطفولة فقد تشجّع وتقدّم لخطبتها من أبيها فأعطاهُ أبوها موافقته ولكن لأنّه اليتيم الفقير فقد اشترط عليه أبوها أن يُغيّر من حاله وذلك بالسفر إلى الشام أو اليمن ليعود بمهرها وما يضمن لابنته من حياة كريمة فسافر الفتى عروة ليعود بعد عامين وقد غنم كثيرا ولكنّ المفاجأة كانت أكبر ممّا يتوقعهُ فقد تفاجأ بأنّ محبوته عفراء قد زوّجها أبوها بغيره وأنّه كان ضحية حيلة انطلت عليه ، فصرعه الوجدُ وآلمه الكذب والغدر والخيانة ، فراح ينشدُ الأشعار ويلقي القصائد ، يقول :

وما بيَ من خبلٍ ولا بيَ جنّةٌ ........... ولكنّ عمّيْ يا أخيُّ كذوبُ
أقولُ لعرّاف اليمامةِ داوني ........... فإنّك إن دوايتني لطبيبُ
عشيّةَ لا عفراءَ منك بعيدةٌ ............ فتسلوا ولا عفراءَ منك قريبُ


إلى أن يقول :

وإنّي لتغشاني لذكراكِ هزّةٌ ........... لها بين جلدي والعظامِ دبيبُ

لم يطل المقامُ بعروة بل سرعان ما قتله الهمّ والكمدُ فسرى نعيّه في الحيّ ليرنّ بإذن عفراء فيذهبُ بها الهمّ والحزن كلّ مذهب حتى تهوي متقصفة .

 

 
























التوقيع



لا علاقة لي بمعرّف أحمد بن قسقس في الملتقى لأهالي وادي العلي

   

رد مع اقتباس