بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأتحدث اليوم عمن لا أحد يستطيع الاستغناء عنها . سأتحدث على ألسنة كل البشر , سأتحدث عمن لديه مثلها , سأتحدث وأرسل كلامي إلى كل أمثالها وأقرانها من المسلمات
حديثي هذه المرة عن شيء في حياتي هو الأهم , من أفديها بجسدي بل بروحي والدم , حروفها في حياتي أحلى اسم , وصورتها في عيني أبدع رسم , وكلاهما محفور في القلب مثل الوشم , عن من قرن الله تعالى طاعتها بطاعته في الحكم , ولا يعارض هذا الـقـول إلا صاحب دنـاءة أو لؤم , من يخالف قـولها يلازمه الـشؤم , إنها . . . إنها . . . إنها الأم , من تأذت وأنا في بطنها بالرفـس واللـكم , من لا نهاية لأفضالها ولا قـياس ولا وزن ولا حجم , يكاد ينـطق بها الحجر الأصم, .
تؤثر على نفـسها فيما لذ من الأكل والطعم , مدافعة عني في حال الحرب والسلم , فؤادها نحوي كبير السعة والحجم , وقلبي نحوها يخـترقه السهم , من تعاملني عند عصيانها بالنصح مع الحضن والضم , من تعاملني عند شقاوتي باللين مع الحزم , توصيني دوما بالبناء العالي لا الهدم , تحارب من أجل أن تـبعد عني الظلم , تحكم لصالحي أمام الخصم , تـدفع عني الضيق والسآمة والهم , تريدني بين أقراني بارزا كالضخم , بسلوكي وأفعالي لا باللحم , تسهر معي حتى ينفرج عني الغم , تساعدني في كسب المهارات وتحصيل العلم , تتجرع لحمايتي المهالك والسم , تحلم أن تراني في المنزل الراقي الفخم , تريد لابنها أن يكون عالي الهمة والعزم , تعمل على تجديد حياتي حتى لا تبقى على نفس الرتم , تفرح إذا كسبت شيئا من الغُـنم , ولا تهدأ حتى يزول عني ثـقـل الغـُرم , تحن علينا كما يحن طائر الرخم , تحـثـني على التعامل مع المعاصي بالطحن والفـرم تغرس في أخلاقي نبل الشاب الشهم .
بذكراك أفتخر عند جلوسي مع القوم , آراؤك تنقلني من الحيرة إلى الحسم , أوامرك تصل إلى حد الوجوب واللزم , أستمد منك العطف والحنان الجم , الحياة بدونك كالسماء بلا قمر أو نجم .
فـسامحـيني عما اقـترفـته في حقك من جرم , فلا يكفي لإحصاء أفـضالك عـدد أو رقم , جمعـني الله وإياك في جنة الكرْم , تـنـغـمـسين في نعيم الله يوم الحسم , وأن يسـقـيك من كوثر المصطفى الأشم .
فالحمد لله الرؤوف الأحلم , ذي القدرة والمشيئة الأعظم , صاحب القوة والمنة والفضل الأكرم .
.