عرض مشاركة واحدة
قديم 11-01-2008, 09:33 PM   رقم المشاركة : 10

 



ويوم بدر [ في رمضان 2 هـ ]،

جاءت كل عشيرة تفتدي أسرها من نُيوب المسلمين،

وكان أبو الْعَاصِ بْنِ الرّبِيعِ - زوج زينب – بين الأسارى،

وكان الإسلام قد فرق بينه وبين بنت رسول الله – صلى الله عليه وسلم -،

وأرادت زينب – الوفية بنت الوفية – أن تنقذ زوجها من الأسر،

علها تَرد له يدًا من أياديه البيضاء، أو يشرح الله صدره للإسلام .

وبينا الناسُ يتوافدون على النبي – صلى الله عليه وسلم – كل ٌيدفع الفداء لقاء قبض أسيره؛

إذ بعثت زينب بنت رسول الله – صلى الله عليه وسلم -

في فداء أبي العاص بمالٍ وبعثت فيه بقلادة لخديجة،

كانت أَدخلتها بها على أبي العاص .

وجيء بالمال والقلادة إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ،

لإطلاق أبي العاص،

فلما وقعت عينا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على قلادة خديجة،

رَقّ لَهَا رِقّةً شَدِيدَةً، وَقَالَ – يستسمح أصحابه - :

" إنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أَسِيرَهَا ، وَتَرُدّوا عَلَيْهَا مَالَهَا ، فَافْعَلُوا "

فَقَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللّهِ . ففعلوا

[ ابن هشام 1/652 ( بتصرف ) ]

لقد أثارت قلادة خديجة في نفس رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الذكريات،

فكأنما هب إليه من إطار هذه القلادة أريجًا تنفسته خديجة،

فحرك القلب الرحيم، بعدما كاد أن يقر بعد رحيل الحبيبة الكريمة،

تلك المرأة التي حار رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في فضلها .

رق لها . ولما لا ؟

فهي قلادة لامست يومًا نَفسَ خديجة التي أعطته كل شيء نفسها وجهدها ومالها وبيتها،

وتركت له كل شيىء، ولم تمتن عليه بشيء .

ورق لها، رقة شديدة، فأوشك أن يرسل عَبرة حارة من عينيه الكريمتين،

بيد أن العَبرة لم تسيل على الخد إنما سالت إلى القلب،

فأحس الناظرون بحرارتها في رقته الشديدة هذه .

وأشفقوا عليه . وشرع يستنزل فيهم الكرم،

ويستسمح أصحابه – وهو الكريم الأكرم – أن يطلقوا لزينب أسيرها . .

ثم إنه في أدب جم وخلق سَجْح،

يُخيرهم في ذلك ويكل إليهم القرار، ولو شاء أمرهم، فقال :

" إنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أَسِيرَهَا ، وَتَرُدّوا عَلَيْهَا مَالَهَا ، فَافْعَلُوا " .

 

 

   

رد مع اقتباس