عرض مشاركة واحدة
قديم 11-01-2008, 09:20 PM   رقم المشاركة : 5

 


الفطنة

وأما حصافتها .. فهي ممن كمل من النساء..

وهي التي أثبتت لرسول الله أن ما يأتيه ليس بشيطان ولا جِن،

فقد شرعت تمتحن برهان الوحي لتثّبت قلب زوجها،

فقالت :

"أَيْ ابْنَ عَمّ أَتَسْتَطِيعُ أَنّ تُخْبِرَنِي بِصَاحِبِك هَذَا الّذِي يَأْتِيك إذَا جَاءَك ؟

قَالَ : نَعَمْ .

قَالَتْ: فَإِذَا جَاءَك فَأَخْبِرْنِي بِهِ .

فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السّلَامُ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ -صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- لِخَدِيجَةَ يَا خَدِيجَةُ هَذَا جِبْرِيلُ قَدْ جَاءَنِي ،

قَالَتْ : قُمْ يَا ابْنَ عَمّ فَاجْلِسْ عَلَى فَخِذِي الْيُسْرَى ؛

قَالَ فَقَامَ رَسُولُ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - فَجَلَسَ عَلَيْهَا ،

قَالَتْ هَلْ تَرَاهُ ؟ قَالَ: نَعَمْ . قَالَتْ : فَتُحَوّلْ فَاجْلِسْ عَلَى فَخِذِي الْيُمْنَى.

فَتَحَوّلَ رَسُولُ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- فَجَلَسَ عَلَى فَخِذِهَا الْيُمْنَى ،

فَقَالَتْ هَلْ تَرَاهُ ؟ قَالَ نَعَمْ . قَالَتْ : فَتَحَوّلْ فَاجْلِسْ فِي حِجْرِي .

فَتَحَوّلَ رَسُولُ اللّهِ -صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - فَجَلَسَ فِي حِجْرِهَا .

قَالَتْ هَلْ تَرَاهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ .

فلما فَتَحَسّرَتْ وَأَلْقَتْ خِمَارَهَا

وَرَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ جَالِسٌ فِي حِجْرِهَا ،

ثُمّ قَالَتْ لَهُ هَلْ تَرَاهُ ؟ قَالَ لَا ،

قَالَتْ يَا ابْنَ عَمّ اُثْبُتْ وَأَبْشِرْ فَوَاَللّهِ إنّهُ لَمَلَكٌ وَمَا هَذَا بِشَيْطَانٍ "

[ ابن هشام : 1/،238]

فقد علمتْ – برجاحة عقلها – أن الملائكة تستحي،

وأن الشياطين تستحي،

فتحيلت هذه الحيلة، وفثبتت وبشرت رسول الله – صلى الله عليه وسلم - .

وخير الناس للناس من يَفطن لحاجاتهم،

ومَن فاته العقلُ والفطنة فرَأْسُ مالِه الجَهْلُ.

 

 

   

رد مع اقتباس