تعلمنا في تربيتنا في القرية وفي المرحلة الابتدائية وفي معهد المعلمين الصدق ... والعدل... والتسامح ... وحب الناس ...وحب العمل ...والتضحية ..
وعندما تسلمت إدارة مدرسة زيد بن حارثة خلال عام واحد قفزت المدرسة الى الواجهة بفضل تكاتف فريق العمل فاقمنا حفلا ومعرضا فنيا اعده واخرجه العملاق الفنان الاستاذ: سعيد راشد ..
وكان في المدرسة عدد من ابناء الجماعة يتلقون التعليم وكنت أعتز بخدمتهم ورعايتهم والحفاظ عليهم وبالذات في ظل وجود فئة من طلاب المدرسة من طبقة اخشى من سلوكياتهم ..
وقد كان منزلنا يكتظ بمراجعات وطلبات بعض أولياء الامور لمراعاة ظروف ابنائهم ومتابعة دراستهم ..
حتى انني ضقت ذرعاً فطلبت تحويلي إلى مدرسة أخرى .
أما قضية فرز الطلاب لمدرسة سعيد بن جبير المحدثة فكان يتم بموجب استبيان نحقق فيه رغبات اولياء الامور ولا أخفيك اننا كنا نحاول التخلص من "المتردية والنطيحة" كما يقال اما اني اهتم بالنشاط في مدرستي فهذا جانب مهمل في بعض المدارس .. وهناك فئة من الطلاب كنا نغريهم بالمشاركة في النشاط لنزرع حب المدرسة في قلوبهم .. فإن حبوا المدرسة حبوا التعليم ..
والنشاط جزء لا يتجزأ من المنهج الدراسي واتذكر أنه في سنة من السنوات في مدرسة زيد بن حارثة كانت مجموعة من التلاميذ الذين ليس لهم أي رغبة في التعليم او المدرسة او اداء الواجبات.. فدرست حالتهم ووجدت ان اولياء امورهم من الطبقة الكادحة .. أي انهم منشغلون بطلب الرزق طول اليوم فكونت من هؤلاء الفئة من الطلاب حسب هواياتهم وميولهم
مجموعة : اسميتها فرقة الاناشيد في المدرسة
مجموعة : اسميتها فريق المدرسة الرياضي
وكانوا منتظمين في حضور التدريبات مساء كل يوم وفي الحفل الختامي كرمناهم بعد ان مثلوا المدرسة في مناسبات فنية ورياضية بنجاح وحققوا مراكز متقدمة وهنا وجدوا انفسهم وبدا عشقهم للمدرسة وبالتالي للدراسة وتحقق الهدف الذي انشده وتم النجاح بفضل الله .
وقد اشاد بذلك في حينه مديرالتعليم المرحوم الاستاذ عبد الله بوقس .
وكانت هذه التجربة تتكرر معي كثيرا عندما اجد في المدرسة مجموعة من الطلاب مهملة اتلمس نقاط ضعفهم وادرس مشاكلهم ورغباتهم واطرق الجانب الايجابي في نفوسهم وأبدأ في النهوض بمستواهم الدراسي
وبالتالي فان معظم لاعبي الاندية والمشاركين في الفرق الفنية في جدة من طلابي وهذا لا يعني انني اصنع لاعبين وفنانين فقط ولكن ولله الحمد فمن طلابي دكاترة علم واطباء ومهندسين ومشرفين تربويين وهذا من فضله سبحانه فله الحمد والشكر والمنة