عرض مشاركة واحدة
قديم 11-24-2008, 12:28 AM   رقم المشاركة : 49

 

.


*****

محمد بن عبد الرحمن الحسني في مدح الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام


أعَيْنَـيَّ وَجْـداً تُهْرِقَـانِ مَعـاً دَمَـا = نَجِيعاً حَكَى لَوْنـاً عَلـى الْخَدِّعَنْدَمـاَ
فَهَذا أنَـا وَالصَّـدْرُ يَرْشَـحُ بالَّـذي = بِـهِ فَتَبـدَّى كَوْنُـهُ مُتْرَعـاً دَمــاَ
وَكَوْني فتى أمْسـى جَريحـاً فـؤادُهُ = بأسْهُـمِ حُـبٍ دَامَ دَهْـراً فَدَمْـدَمـاً
وكنت على ركن من الصبـر ثابـت = فصادفَـهٌ طـودُ الهـوى فتهـدمـا
فساومـت مكنـون المعانـي تعلـلا = فأنشـد لي "هـل غـادروا مترَدمَـا"
وأيقنـت أنـي عمهـن دعونـنـي = حسانُ القوافي لاحواصـنُ كالدمـى
فلمـا بـدا لـي فوتهـا ونفورهـا = خشمـت خـدودي إثرهـن تندمـا
فقلت وليل الهم قـد كـان سرمـدا = ألـم يـان للإصبـاح أن يتقـدمـا
فيالـك مـن ليـل تخـال نجـومـه = وقد قهقرت في المشي نظمـا تهدمـا
فحاولتُ مـن هـم الغـرام تخلصـا = وأعرضتُ عن إلزام ماليـس ملزمـا
وقبـل فكـري إثـر نعـل محـمـد = ولـو جئـت مغنـاه لقبلـه فـمـا
فإن لم تكن لي خيمة حـول رمسـه = فهـذا هـواه فـي فـؤادي خيـمـا
فيا ليت خـدي كـان موطـئ نعلـه = وصدري ضريحا جامعا منه أعظمـا
عظامـا ولحمـا حـرم الله أكلـهـا = على الأرض إنعامـا لهـا وتكرمـا
منزهـة عـن لفـظ مثـل خـلالـه = وعن كاف تشبيه سوى بعد نفي مـا
فما مثلـه البحـر الخضـم تكرمـا = ولا كثنـايـاه الـبـروق تبسـمـا
فلو قسته ضـوءا وجـودا وجـرأة = بشمس وضرغام ووبل متـى همـا
لكنت كمن قد شبه الشمـس بالسهـا = وبالطـل وكافـا وبالهـر ضيغـمـا
أرى أفعل التفضيل وصفـا مساعـدا = لمن شاء فـي وصفيـه أن يتكلمـا
أبر وأوفـى خيـرا أحسـن خلقـة = وخلقا وأنـدى بطـن راح وأكرمـا
معاجزه ما اسطعـت ذكـر جميعهـا = فأبهمـت ما أسطيـع منهـا تعظمـا
كواجد مـاء قاصـر عـن وضوئـه = فجنـب طهـرا ناقـصـا فتيمـمـا
ويتـرك مقـدورا عليـه مطـهـر = إذا هو لـم يقـدر علـى أن يتممـا
ولكنني في نفـي حصـر حصرتـه = فلـم أبــق للنـقـاد إلا التسلـمـا
ألا كل مدح قلتـه فيـك غيـر مـا = تقول النصارى في المسيح ابن مريما
نبـي كليـم الله موسـى وروحــه = أقـر لـه إقـرار موسـى وآدمــا
ألا يوم يأتي الله في ظلـل مـن = الــغمام فخـذ منـي هنالـك معصمـا
وقدني واشفع لي لدى الله واسقنـي = من الحوض سقيا ليس يعقبه الظمـا
قصدتـك يامـن بالشفاعـة خصـه = إله الـورى صلـى عليـه وسلمـا
أرى الشعراء العمي غيـرك يممـوا = وعند ذوي الأبصار كنـت الميممـا
وهـا أنـا أهديهـا إليـك قصيـدة = لتجعلهـا لـي جُنّـة مـن جهنمـا
وتجعل لـي يـوم الوقـوف مظلـة = وفوق الصراط الصعب تنصب سلمـا
يداك أنا استوهبت إحداهمـا الغنـى = وأستوهب الأخرى الشفاعـة مغنمـا
لتضمن لي أمنا علـى الله والمنـى = أيا من إلى بيـت المكـارم ينتمَـى
عليـك صـلاة الله ثــم سـلامـه = وآلـك والأصحـاب مـع تابعيهمـا
لك السبق فضـلا والتأخـر مولـدا = وكنـت لرسـل الله بـدءا ومختمـا


*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس