الفائدة الثانية
اختلف في سبب إنكار عمران بن حصين - رضي الله عنه - و غضبه على بشير بن كعب
حينما قال له: " إِنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ: أَنَّ مِنْهُ وَقَارَا وَمِنْهُ سَكِينَةً "
اختلف فيه على عدة أقوال:
* فقيل: لأن بُشيراً قال " أَنَّ مِنْهُ وَقَارَا وَمِنْهُ سَكِينَةً "
و (من) للتبعيض فيفهم منه أن من الحياء ما ينافي الوقار و السكينة و لذلك أنكر عليه،
و يؤيده رواية مسلم الأخرى "فقال بشير بن كعب:
إنا لنجد في بعض الكتب أو الحكمة أن منه سكينة ووقاراً لله،
و منه ضَعْفٌ فغضب عمران".
وقيل: إنما غضب لأن بشيراً قال ذلك في معرض
من يعارض كلام الرسول صلى الله عليه وسلم بكلام غيره،
و يؤيده آخر الحديث حيث قال عمران
" أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و سلم وَتُحَدِّثُنِي عَنْ صُحُفِكَ؟".
و قيل: إنما غضب لأنه خاف أن يخلط السنة بغيرها فسد ذريعة ذلك بالإنكار عليه.