عرض مشاركة واحدة
قديم 02-18-2008, 05:30 PM   رقم المشاركة : 1
قصة الوالد حسن بن يحيى ودغسان وعزيمة سعيد بن مخمر


 



كان والدي والشيخ علي سعد أبو عالي [دغسان] رحمهما الله بينهما صداقه غير عاديه ، أكثر من أخوين من رحم واحد لدرجة إنهما يفهم كلٌ منهما ماذا يريد الآخر ..بلفته ..بنظره ..بإشارة وبهذا التوافق العجيب كانا لايسافران إلا معاَ لأرتياحهما لبعض

ففي مره من المرّات وكان لكل منهما جمل للاستخدام في نقل المحصول الزراعي الشخصي في وقت الحصاد، وفي وقت الفراغ للتأجير لنقل الأحمال الثقيلة ..

أقول في مره من المرّات فكرا في أن يشتريا ثوم ويسوقانه في مدينة الطائف ، وفعلاَ توكلا على الله ووفرا الحموله ، والقيمه بالأجل حتى العوده ، وسافرا بعد و داع الأهل والولد ، ووصلا إلى الطائف بحمولتهما وباعاها بقيمه مجزيه وأستأجرا بيت عباره عن حوش لتنويخ جمليهما به وفي طرفه غرفه من اللبن ومسقوفه بالجريد في انتظار أن يجدا حموله بالأجر للعوده للدّيره

ومرت ثلاثة أيام ما وجدا الحموله ألمنتظره وذهب دغسان للتسوق والوالد بقي عند الجمال وبالمصادفة وجد دغسان سعيد بن عطيه بن مخمر في السوق وبعد السلام على بعضيهما وسؤال كل منهما عن الحال والأحوال أخبر دغسان سعيد أنه وحسن بن يحيى يبحثان عن حمله ويعودان للديره وأخبر سعيد دغسان أنه طلع من مكه مع عائلة البوشناق للاصطياف بالطائف

{ أسمحوا لي أن احكي نبذه قصيره عن مكانة سعيد بن عطيه عند عائلة البوشناق فقد كان رحمه الله له مكانه كبيره عند هذه العائله فكان كبير هذه العائله من كبار مطوفي العرب وكان رب هذه العائله يصطحب سعيد بن عطيه معه كل عام إلى مصر لشخصيته الجذابه وثقافته وحسن حديثه وكانوا يجوبون الأرياف المصريه للدعايه للحج وأختيار البشناق مطوف لهم ولشخصيته الجذابه أستطاع أن يجذب أكبر عدد من الحجاج ، ولهذ اكتسب هذه المكانه عند هذه العائله }

أقول بعد ان تقابل دغسان وسعيد بن مخمر أعتذر سعيد من دغسان وقال أعتذر لي من حسن لأني مشغول مع البشناق وقال خذ هذه ريالين خذوا غدا أو عشاء وأعذروني لعدم أستطاعتي مشاركتكم مع أشتياقي للجلوس معكم ولكن أنتم خير من يعذر وأفترقا وعاد دغسان للوالد ولا أخبره بمقابلة سعيد بن عطيه وقيلوا وفي العصر بقي دغسان عند الجمال والوالد ذهب للتسوق لعل وعسى يجد مسافرين للديره وبالصدفه أيضاَ وجد الوالد سعيد بن عطيه في السوق وبنفس الأسئله والأجوبه مع دغسان ونفس العذر قال سعيد بن عطيه أنا اعطيت دغسان ريالين حق عزيمه لك وله ومشتاق أجلس معكم لكن أعذروني لأنشغالي رجع الوالد لخويه قريب المغرب وباتو وأصبحوا ولا جاب خويه سيرة العزيمه ...

في الظهر قال الوالد لدغسان ... ياعلي أنا خايرت من مخراج الديره ، أنا بأخذ جملي وأندر مكة ولاحظ دغسان التأثر على وجه الوالد ... قال للوالد .. لاهيا بتندر مكه؟ ... قال الوالد نعم ... قال دغسان أسمع هذا الطرح وخلك ترد عليه ، وطبعاَ الطرح كان يقصد به أختبار الوالد هل هو عرف بالريالين ؟ وإلاّ لا

الطرف الأول

ياراعي العود شد العود تغبيشي [1]
ومع صلاة الضحى وانته بالأعلامي[2]
وفي صلاة العصر وانته في أعلى مك
,ومر بيت الحكم وبيوت باناجي
وفي الحرم جنب زمزم بيّت وصلّه
[1]

العود هو الجمل ، تغبيشي وضوح النهار بعدالفجر [2] الأعلامي هي نقطة التفتيش الآن قبل عرفه

الطرف الثاني من الوالد حسن بن يحيى

يا أخي علي ماهقيت انك بتغبي شي
أنا صدوقاَ وعلّمتوك بأعلامي
وأمّا انت خائن وعني تغبي أعلامك
إن كان ماجيتنا بابي نبا ناجي
حقاَ لذا مثلنا يابي توصل لّه
[1]

[1]حقاَ لمثلي تواصله

أخرج دغسان الريالين ورماها في حثل الوالد .. وقال خذها آهي لك وللجن في خاطري بأغبيها عنك وآخذ بها ما أبدي به على نسواني ولا غبيت عنك وضحكوأ الأثنين لانكشاف الوضع ... وهم في هذا الأخذ والرّد دخل عليهم في الحوش رجل عليه ثياب نظيفه وسمة النعمه باديه عليه .. سلّم وردوا عليه السلام ...

قال : عسى فاضين ؟ .. أنا ابغي جملين ووجهتنا قرية الحمران ببلجرشي .. وش قلتم ..
قال الوالد { نوع من التعزز } عز الله انا قد خذنا عربون لحمله لمكه !! لكن لأجلكم بنرد العربون ونلغي سفر مكه ونخرج معكم ...ما بنلقى أحسن منكم ..تم ..
قال ذلك الرجل : على خيرة الله ... أنا واخوياي أثنين عفشنا جاهز ومربّط وبنقضّي مؤنة الطريق وبعد العصر اليوم نشد عفشنا ..هاه؟ ..مناسب لكم؟
..قالوا بلسان واحد : فوق العلم .. تم

يقول الوالد : والله مامر عليّه في حياتي على كثر سفراتي باحلى من تلك السفره .. خلّيناها نزهه وتمشيه بدل من ثمانية أيام تقدير مسافة الطريق خلّيناها عشره خاصة بعد ما عرفونا وعرفناهم : هم علي هزّاع وواحد يقرب له أسمه مقبول وواحد متمعرف .. وزادت قيمتنا عندهم بعد ماعرفوا دغسان ... لأنهم يسمعون به ولا يعرفونه...

الهزّاع هذا يقول الوالد أنه رجل كريم والله موسع عليه وطول الطريق ما يرى غنم إلاّ يمر على راعيها وينقى [ فردوق ] صغير ويذبحونه في وقته ويعلقونه على أحد الجمال وهكذا طوال الطريق حتى وصلنا قرية رغدان وهناك عرف أثنين من تجار رغدان أخويانا أصحاب الحمله وأعترضونا وأقسمو بالله ما يمرون حتى يأخذون واجبهم وحاولوا يعتذرون بأنهم متفقين معنا أن يوصلونا للحمران قالوا : ربعكم الجماله أن حبوا يشاركونكم في واجبكم فهذا مما يسعدنا وإذا حبوا يواصلون لأهلهم في وادي العلي مابنعوقهم عن المواصله واما حمولتكم الله ابراكم همها نوصلها بجمالنا ...
وهكذا أختتمت رحلتهم بأختصار السفره الجميله إلى رغدان بدلاَ من قرية الحمران ،

رحمهم الله جميعاَ واسكنهم فسيح جناته.

علي بن حسن

 

 


التعديل الأخير تم بواسطة علي بن حسن ; 02-19-2008 الساعة 05:18 PM.

   

رد مع اقتباس