حياك الله يا ابا صالح :
من المشاكل التي يعاني منها كثير من الناس مشكلة ديون البنوك واقساط السيارات .
كنت انصح كل من يأتي لتكملة اجراءات طلب قرض من بنك من المعلمين والموظفين الإداريين عندما كنت على رأس العمل بالا يفعل واخبره أن الربا حرام واعطيه ورقة طبعت عليها عدد من الآيات والاحاديث التي تحرم الربا وتحذر منه وان البنوك تنصب شركا للمقترض وتبسّط له الامور والاجراءات حتى يقع في الشرك وهو تحويل راتبه للبنك وتفويضه باقتطاع حصة السداد وفق العقد المبرم بين البنك والضحية .
وعندما تذهب السكرة وتأتي الفكرة ويجد راتبه مرتهنا لدى البنك خاصة وانه لم يقرأ العقد بامعان يندم ولات ساعة مندم ويدرك انه وقع في الفخ ولا يستطيع الفكاك منه ويأتي إلينا يطلب ايقاف تحويل راتبه إلى البنك فنخبره بأن ذلك مستحيل لانه الزمنا والزم نفسه بتحويل راتبه للبنك وليس امامه الا السداد .
ومنهم من يغسل الدم بالدم فيطلب قرضا آخر ، فيغوص في وحل الديون .
واضرب لكم مثالا لتتضح لكم الصورة .
اشتكى لي احد المعلمين من زميل له اقرضه مبلغا من المال ولم يسدده منذ عدة سنوات وطلب مني حثه على السداد ، فما كان مني الا أن استدعيت ذلك الزميل ، وعندما حضر رأيت علامات البؤس والشقاء والفقر بادية على محياه رغم انه بالمستوى الخامس وراتبه جيدا ، فسألته اتعرف فلان اي صاحب القرض ؟ قال نعم اعرفه تماما واستحي من ظله . فقلت له لماذا لم تسدد ما بذمتك له طوال هذه السنين . فما كان منه الا أن اجهش بالبكاء واقسم أن كسوة اولاده لعيد الفطر ( وكنا في شهر شوال ) صدقة من جاره .. قلت له يا اخي انت في المستوى الخامس وراتبك جيدا فماذا حصل ؟
قال : اقترضت من البنك قرضا لتحسين اوضاعي ثم اتبعته بآخر لسهولة الاجراءات ولم افكر بالعواقب فوقعت في شرك البنك فاستولى على راتبي واصبحت اقترض من زملائي ومنهم من ذكرت لاصرف على اولادي واهل بيتي وعجزت عن سداد تلك الديون واصبحت في اسوأ حال كما ترى . ( والجدير بالذكر أن ذلك المعلم انتقل إلى رحمة الله ولم يهنأ بعيش رحمه الله واسكنه فسيح الجنان )
هذه قصة واقعية حقيقية ذكرتها لتكون عبرة وعظة لمن يقترض من البنوك .
شكرا لك يا ابا صالح متعك الله بالصحة والعافية وبلغنا واياك وجميع المسلمين شهر رمضان وجعلنا من عتقاء الله فيه وتقبل خالص تحياتي وتقديري .