عرض مشاركة واحدة
قديم 01-09-2011, 11:14 AM   رقم المشاركة : 529
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
محمد عجير is on a distinguished road


 


الحلقة العاشرة :

ماشاء الله ! بتسوي تاوليته وانت بعد عندي هاه ؟! هذا كلما تفوه به وانصرف .

توقف الدم في عروقي وغادر صديقي في دهشة دون أن يكمل مهمته وبدأت اتساءل ، كيف عرف أني هنا ؟ ومن أخبره ؟ ولماذا ؟ ولما لم أجد لأسئلتي أية إجابة ، قمت بلملمة بقايا شعري المتناثر على الأرض واكتفيت بما قُصّ منه وذهبت لأداء صلاة الجمعة .

مرت بقية اليوم، وليلة السبت ويوم السبت وليلة الأحد، والوالد لايكلمني ولا ينظر إليّ مع أني كنت أتعمد الخطأ امامه لكنه لا ينبس ببنت شفه .

أصبحنا صبيحة الأحد يوم السفر ولم يوقضني من النوم إلا طرق العم أحمد التهامي على حلقة المصراع يدعوني للحاق بالسيارة التي كان منبهها ( البوري ) يسدّ الآذان في المعرض لدعوة الركاب إليها ، وبعد أن استيقظت سألت الوالده : أين أبي ؟ أجابت : في الوادي ؟ قلت : ألم يترك لي أجرة السيارة عندك ؟ قالت : لا .

بحثت عن مقص في المنزل فلم أجد سوى مقص تفصيل الثياب ( مقص من الحجم الكبير ) فتناولت مقدمة شعر رأسي وقصصتها ثم إنطلقت إلي الوادي وكشفت عن رأسي أمام الوالد وقلت له ها أنذا قصيت شعري والسيارة تنتظرني كما ترى في المعرض فلم يرفع نظره إلي ولم يزد على أن قال : رح عند ــ فلان ــ اللي سوى لك تاوليته خلّه يعطيك الدراهم !

عدت أدراجي إلى المنزل في لمحة البرق لا ألوي على شيء فنظرت إلى الوالدة فإذا بها تناولني سبعة عشر ريالا بالتمام والكمال فأخذتها وأدركت السيارة قبل أن تغادر ،

أثناء الطريق بدأت استعيد شريط الأحداث وأحلله : سبعة عشر ريالا لم تنقص ولم تزد ! محسوبة حسبة خبير ، إثنى عشر ريالا أجرة السيارة ( الأبلكاش ) من الباحة إلى الطائف ! وخمسة ريالات أجرة ( البيجو ) من الطائف إلى جدة باب مكة ! هذه ليست حسبة إمرأة ! إذن أعطاها الوالد ولم ترغب في تسليمها لي قبل أن أذهب إليه واعتذر منه ! ثم لماذا لم توقضني عندما سمعت طرق الباب وقبله منبه السيارة وهي تدري أني مسافر ؟ لم تشأ أن تخالف تعليماته أو تفك تحالفها معه من أجلي !

استطردت في تساؤلاتي : من أخبر أبي أنني فوق السطوح أحسن شعري وأقصصه ؟ اهتديت هنا للإجابة على كل الأسئلة وعلمت بأن حدّة الأمهات في الديرة وقسوتهن في التربية لاتقل عن الأباء في شئ فهن شقيقات لهم .

وصلت إلى جدّة ( باب مكة ) ومشيت على قدميّ إلى بيت شقيقي في النزلة اليمانية ( مقر أهل الوادي ) لأني لم أكن أجد أجرة التاكسي ، وذات ليلة بعد العشاء رن جرس الباب رنينا متواصلا ، لم يكن في البيت غيري ! فتحت الباب وخرجت وإذا بالصديق المقرب إلى نفسي غرم الله الفرنك واقفا أمام الباب يلهث قال : آبشرك نجحت ، آبشرك نجحت ، سمعت إسمك في الرادي !

من أين أتى ؟ وأين كان يسكن ؟ وكيف علم بذلك ؟ وكيف عرف أني في تلك الساعة في البيت ؟ لم اسأله ! وهل سلمت عليه ام لا ؟ لاأدري !


أطلقت لساقيّ العنان في سباق مع الزمن وأنا أكاد أطير من الفرح وغرم الله يجري معي لايدري ربما عن وجهتي لأزف البشرى لأخي الذي كنت أعلم أنه في منزل الريس علي بن حسن فلما وصلت إليه وجدته مع مجموعة من أهل الوادي من ضمنهم صاحب المنزل والشيخ نايف وعم عبدالحميد وآخرون على السطح يتسامرون وينتظرون العشاء ،كان عرقي يتصبب وأنا الهث ورأسي مكشوفة ( بتاوليته من الخلف بعد أن أتي مقص الخياطة طيب الذكر على مقدمة الرأس قبل حوالي أسبوعين فأخذها معه ) فلما أعلمته بالخبر فرح فرحا شديدا، وفرح من كان معه لفرحي ولاأدري هل مدّ لأبي سعيد ببشارة آنذاك أم أن بشارته لازالت في ذمتي حتى الآن !

كنت أسعد الناس على حد اعتقادي لأني لن أعود للدراسة في الديرة وسأتركها وهمومها وأستقل بنفسي ( هذا جل ماكنت أفكر فيه )! ، عدت إلى المنزل فوجدت بابه مفتوحا بعد أن تركته كذلك لااراديا عند سماعي بالخبر ! ولما تفقدته ولم أر مايضير كتمت موضوعه حتى عن أخي إلى هذه اللحظة !



بعد حوالي أسبوعين من ظهور النتيجة بدأت أعد العدة للعودة إلى الديرة لاستلام إستمارة النجاح ومواجهة محنة إقناع أبي من جديد بالتقدم إلى كلية قوى الأمن الداخلي ! فهل سيستقبلني بعد جنحة التاوليته ؟ وهل ياترى يستجيب ؟!!

 

 
























التوقيع