.





أبا فيصل

استبيحك واستبيح أعضاء الساحة في الرد علي مشاركتك رغم مامضي عليها من شهور عدة

وعذري في ذلك انني توي قرأتها.

** ** ** ** **

لقد طويت بنا صفحات التاريخ لأكثر من أربعين سنة إلي الماضي الجميل بما كان فيه من صدق مشاعر بعيداً عن نفعيات المدنية والحضارة وماديتها.

كان وصفاً رائعاً وجميلاً وممتعاً وأيضاً ساخراً لدرجة كان من الصعب علي التوقف عن إكمالها ليس ذلك وحسب بل إعادة قراءتها مرات ومرات.

لقد استطعت بوصفك الساحر الشيق أن تجعلني انضم ألي ركبكم بالرحلة وكأنني صرت خامساً معكم

انطلاقاً من وادي العلي إلي دار الجبل ثم إلي العقبة في هبوطها وصعودها من مشقة ومعاناة في المعاريض والعروق وقد استوقفني بيت الكهلة.

لقد جعلتني اسخط علي ذلك الجبلي الذي تنكر لكم ومضي عنكم خلسة،

وكاد أن يتوقف قلبي مع ذلك الشاب الذي خرج إليكم ببندقيته،

وكدت أن أموت ظمأً عندما اكتشفتم أن جالون الماء الذي يحمله سعيد صار خاوياً

وتقلصت أحشائي من ذلك الماء المزود بالبروتين الذي تناولتموه.

** ** ** ** **

لقد كان سرداً شيقاً بما كانت له من إسقاطات ساخرة أضفت عليه تشويقاً جعلني استمر فيه حتي نهايته دون توقف.

وأعدت قراءته مرات ومرات وقد طبعت اسماء الأماكن وبعض الأشخاص في ذاكرتي رغم ضعفها الذي أعاني منه الآن.

وكانت الخاتمة اللطيفة عن رحلتك اللاحقة بالكابريس الفضائي بعد عشرات السنين مع فيصل وياسر ومغامرتهم مع التيس الغزالي.

لكن كنت أتوقع منك وصفاً لإحساسك في هذه الرحلة مقارنة بأحاسيسك التي كانت لك من قبل في الرحلة الموثقة.

وبقي سر قرية الحنجور الذي جعلت منه مادة للتشويق وقارعت بها هتشكوك لتحرك فضولي في اكتشاف ذلك السر.

** ** ** ** **

إنها ولا شك مشاركة منك جداً رائعة أشعلت بداخلي الرغبة في أن أقوم بنفسي باكتشاف هذه الأماكن والتي أعتقد أنها ليست ببعيدة عني.

وأن كنت أتوقع أنني لن أجد من وصفك غير أطلال وركام وقد جفت الينابيع والآبار،

واحترقت الأشجار . وتُحطِّبت المزارع . وهاجرت الجذور أرضها.

والأهم من ذلك كله تغيرت نفوس البشر.



.