,’

قبلْ أربعةْ عقودْ ونصفْ .. كنتُ أعملْ بالأحساءْ بقريةْ الجفرْ / وهيْ الآنْ مدينةْ كبِيرةْ
وسكآنهآ خًليطْ مِن السًنةْ والشيعًةْ .. لكنهمْ قومٌ شجعًانْ وكرامْ .. وهذآ للأَمآنةْ .

وفِي تلكَ السنِينْ تأصلتْ لدّيْ فكرةْ الزوآجْ والأرتبّاطْ بشرٍيكةْ العمرْ ..
فقدْ كآنتْ هآجساً يتوركْ مخيلتِيْ خآصةْ وأننِي قدْ بلغتٌ من العمرْ مآيزِيد علىْ الـ 25 سنَة ..
وكآن زملآءْ العمَل وهمْ مِن الأحسَاءْ يلحُون عليّ بالزوآج دآئماً .
وقدْ تلقيتْ عروضاًَ منهمْ للتوسطْ لِي بالزوآجْ من إحدىْ الحسَاويآت الفاضلآتْ ..
لكننِي كنتُ رآغباً بالزوآج مِن ديرتِي ..
ومِن وآديْ العليّ بغآمدْ ..
لقنآعتيْ أنهْ مآحكّ جلدكْ مثلْ ظفركْ ..
وأيضاً كآنت المعلُومآت الخاطِئةْ تنقلْ عنِيْ بالديرةْ .. | مِن أننيْ غيرْ مؤهلْ للزوآج منهآ .. !
لنعتِي بأننيْ ألبَس زياَ افرنجياً .. مخالفاً للعآداتْ والتقاليِدْ ..
وقَد حضّر إليّ بالإحسَاءْ احدى أخوتِي رحمه اللهْ تعآلىْ !!
وأشآرْ عليّ بأنه يلزمنيْ الزوآجْ منْ هنآكْ .. لتغِييرْ السُمعةْ الغيرْ مَقبُولةْ لدى المُجتمعْ فِي تلكَ الديآرْ ..!
وقدْ تمَّ ذلكْ والحمدُلله فِي عآم 1386هـ ..
ورحلتُ مِن الأحساءْ إلى الريآض بإحدى سيآرآتْ الأُجرةْ ..
فقدْ كآن لِي زميلْ يسكنْ الريآضْ بشآرعْ الخزآن | كمآ يسمىْ ذلِك الوقتْ | وذهبتُ إليهْ ووجدتُه بشقتهْ
التِي استأجرهآ بغرضْ زوآجهِ أيضاً .
فرِح الرجلْ بقدُوميْ واستضافنِي لمدة يومينْ .. ثمَّ رحبّ بِي .. بقصِيدةْ من ترآثْ وعوآيِد الآبآءْ والأجدَآدْ
وهيْ بليغةْ المعآنِي .. جيدةْ السبكْ .. وقدْ كآن ذلكْ الرجُل شآعراً ووالده رحمه اللهْ شاعرٌ أيضاً ..
يقولْ بقصيدتهْ الترحيبيةْ .. :

يآمرحبآ مرَحبآ وأهلينْ يآكعشرْ ..
منْ خآطرٍ صآفياً واللهْ يدري به ..
وديْ تكنْ بيْ تعيّد فيْ مرآبعـنآ ..
وإلآ نرآفقكْ للديرةْ سواسيةْ ..
نفرحْ معكْ وأنتْ تَفرح عندنْأ يآبهْ ..
لكنْ نلقآك والدنيآ لهآ تآلِـيْ ..

وقدْ قمتُ بالردِ عليهْ .. لكنْ استلزمْ ذلكْ وقتاً يزيدْ عنْ السآعتينْ .. كونيْ غيرْ شآعرْ !
ولكنْ أحبْ شعرْ المجالسِيْ ..وشِعر العرضهْ .. وقدْ رديتْ عليهِ بقصيدتِه الترحيبيةْ فقلتْ :

سلآمْ يالليْ عصآتهْ ليْس عودْ أعشرْ ..
يبددْ الضيمْ والزلآتْ والريِبهْ ..
يآكمْ قوافِل شرينآهآ وكمْ بعـنِآ ..
وبقدرةْ اللهْ مآينتابنآ سيهْ ..
والنِمر نعقرهْ لآكشّرْ عن أنيآبهْ ..
لنآ سلفْ قدْ مضىْ وبعدْ لنآ تآلِيْ ..

وذلكْ الزميلْ هوْ عليْ بن محمدْ صآرمْ .. من قريةْ محضَرهْ
ويقطنْ الآنْ .. مدينةْ جدهْ وكآن حينْ تقآعدهْ مديراً للقسمْ الخآرجيْ بالخطُوطْ السعوديةْ .
ولآزآلت العلآقةْ بذلكْ الرجلْ أكثرْ مِن الأخ لأخيهْ حتى الآن ْ
أسأل اللهْ لهْ الصِحة والسعآدةْ .. وحسنْ الخِتآمْ .

وأرجو المعذرةْ من الأعضاءْ والزوآر فقدْ تكلمتْ عنْ نفِسيْ كثيراً , لكنْ مآيجعلنيْ أكتبْ هذه القصةْ
المعنونةْ بذآكرة السنينْ هِي منآسبة القصيدةْ والزوآج .
وكلْ عآم وأنتمْ بخيرْ ..