عدد النقاط : 10
. اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة **بريق الماس** كنت اتصفح بعض المنتديات فوقفت عند هذه القصيده قصيدة ابو البقاء الرندي الاندلسي . كل من يقرأ تللك القصيدة (يدخل عالم اخر يعرف حقيقة الحياة ) وكيف ان الدنيا... زائلة, هالكة, لاتستحق ان نكره, او نحزن ,او نعظم شأنها اضع تلك القصيدة الرائعه بين ايدكم لتدخلو عالما من التاريخ ِلكُـلِّ شَـيءٍ إِذَا مَا تَـمَّ نُقصَـانُ=فَلاَ يُغَـرَّ بِطِيـبِ العَيـشِ إِنسَـانُ هِيَ الأُمُـورُ كَمَـا شَاهَدتُهـا دُوَلٌ=مَـنْ سَـرَّهُ زَمَـن سَاءَتـهُ أَزمَـانُ وَهَذِهِ الـدَّارُ لاَ تُبقِـي عَلَـى أَحَـدٍ=وَلاَ يَـدُومُ عَلَى حَـالٍ لَهَـا شَـانُ يُمَزِّقُ الدَّهرُ حَتـماً كُـلَّ سَابِغَـةٍ=إِذَا نَبَـت مَشـرَفِيَّـات وَخرصَـانُ وَيَنتَضِي كُلَّ سَيـفٍ لِلفَنَـاءِ وَلَـو=كَانَ ابنَ ذِي يَزَن وَالغِمـدِ غمـدَانُ أَينَ المُلوكُ ذَوِي التِيجَـانِ مِنْ يَمَـنٍ=وَأَيـنَ مِنهُـم أَكَـالِيـلٌ وَتيجَـانُ وَأَينَ مَـا شَـادَهُ شَـدَّادُ فِـي إِرَمٍ=وَأينَ مَا سَاسَه فِي الفُـرسِ سَاسَـانُ وَأَينَ مَا حَـازَهُ قَـارُونُ مِِنْ ذَهَـبٍ=وَأَيـنَ عَـادٌ وَشَـدَّادٌ وَقَحطَـانُ أَتَى عَلَى الكُـلِّ أَمـرٌ لاَ مَـرَدَّ لَـهُ=حَتَّى قَضوا فَكَأَنَّ القَـومَ مَا كَانُـوا وَصَارَ مَا كَانَ مِنْ مُلكٍ وَمِن مَـلِكٍ=كَمَا حَكَى عَنْ خَيالِ الطَيفِ وَسِنانُ دَارَ الـزَّمَـانُ عَلَـى دَارا وَقَاتِلِـهِ=وَأَمَّ كِـسـرَى فَمَـا آوَاهُ إِيـوانُ كَأَنَّمَا الصَعبُ لَمْ يَسهُـل لَهُ سَبَـبٌ=يَـوماً وَلاَ مَـلَكَ الدَّنيَـا سُلَيمَـانُ فَجـائِـعُ الدَّهـرِ أَنـواعٌ مُنَوَّعَـةٌ=وَلِلـزَمـانِ مَـسـرّاتٌ وَأَحـزَانُ وَلِلـحَـوادِثِ سُلـوانٌ يُسَهلهَـا=وَما لِمَـا حَـلَّ بِالإِسـلامِ سٌلـوانُ دَهَى الجَزيـرَةِ أَمـرٌ لاَ عَـزَاءَ لَـهُ=هَوَى لَـهُ أُحُـدٌ وَانْهَـدَّ ثَهـلانُ أَصَابَهَا العَينُ فِي الإِسلامِ فَارتَـزَأتْ=حَتَّى خَلَـت مِنـهُ أَقطَـارٌ وَبُلـدَانُ فَاسـأَل بَلَنسِيـةً مَا شَـأنُ مرسِيَـةٍ=وَأَيـنَ شَاطِبـة أَم أَيـنَ جَـيّـانُ وَأَيـنَ قُرطُبَـةُ دَارُ العُلُـومِ فَكَـم=مِنْ عالِـمٍ قَدْ سَمَا فِيهَـا لَهُ شَـانُ وَأَينَ حِمصُ وَمَا تَحويِـهِ مِنْ نُـزَهٍ=وَنَهرُهَا العَـذبُ فَيَّـاضٌ وَمَـلآنُ قَوَاعِدُ كُـنَّ أَركَـانَ البِـلادِ فَمَـا=عَسَى البَقَـاءُ إِذَا لَمْ تَبـقَ أَركَـانُ تَبكِي الحَنيفِيَّةُ البَيضَـاءُ مِنْ أَسَـفٍ=كَمَا بَكَى لِفِـراقِ الإِلـفِ هَيـمَانُ عَلَى دِيـارٍ مِـنَ الإِسـلامِ خَالِيَـةٍ=قَدْ أَقفَـرَت وَلَها بالكُفـرِ عُمـرَانُ حَيثُ المَسَاجِدُ قَدْ صَارَت كَنائِـسَ=مَـا فِيهِـنَّ إِلاَّ نَواقِيـسُ وَصلبَـانُ حَتَّى المَحَارِيبُ تَبكِي وَهيَ جَامِـدَةٌ=حَتَّى المَنَابِرُ تَبكِـي وَهـيَ عِيـدَانُ يَا غَافِـلاً وَلَهُ فِي الدَّهـرِ مَوعِظَـةً=إِنْ كُنتَ فِي سنَةٍ فَالدَّهـرُ يَقظَـانُ وَمَـاشِيـاً مَرِحـاً يُلهِيـهِ مَوطِنُـهُ=أَبَعدَ حِمـص تَغُـرُّ المَـرءَ أَوطَـانُ تِلكَ المُصِيبَـةُ قد أَنسَـت مَا تَقَدَّمَهـا=وَمَا لَهَا مِعْ طِـوَالِ الدَهـرِ نِسيـانُ يَـا أَيُّهَـا المَـلكُ البَيضَـاءُ رَايَتُـهُ=أَدرِك بِسَيفِكَ أَهلَ الكُفرِ لاَ كَانُـوا يَا رَاكِبينَ عِتَـاقَ الخَيـلِ ضَامِـرَةً=كَأَنَّهَا فِي مَجَـالِ السَبـقِ عُقبَـانُ وَحَامِليـنَ سُيُوفَ الـهِندِ مُرهَفَـةً=كَأَنَّهَـا فِي ظَـلامِ النَقـعِ نِيـرَانُ وَراتِعيـنَ وَراءَ البَحـرِ فِـي دعـةٍ=لَهُـم بِأَوطَانِهِـم عِـزٌّ وَسلطَـانُ أَعِندكُم نَبَـأُ مِـنْ أَهـلِ أَندَلُـسٍ=فَقَد سَرَى بِحَدِيثِ القَـومِ رُكبَـانُ كَم يَستَغيثُ بِنَا المُستَضعَفُونَ وَهُـم=قَتلَـى وَأَسـرَى فَمَا يَهتَـزَّ إِنسَـانُ مَاذَا التَقَاطِـعُ فِي الإِسـلامِ بَينَكُـمُ=وَأَنـتُـمُ يَـا عِـبَـادَ اللهِ إِخـوَانُ أَلاَ نُفـوسٌ أَبـيَّـاتٌ لَهَـا هِمَـمٌ=أَمَا عَلَـى الخَيـرِ أَنصَـارٌ وَأَعـوَانُ يَا مَن لِذلَّـةِ قَـوم بَعـدَ عِزَّهِـم=أَحَـالَ حَـالَهُـمُ جَوْرٌ وَطُغيـانُ بِالأَمسِ كَانُوا مُلُوكـاً فِي مَنَازِلِهِـم=وَاليَومَ هُم فِي بِلادِ الكُفـرِ عُبـدَانُ فَلَو تَرَاهُم حَيَـارَى لاَ دَلِيـلَ لَهُـم=عَلَيهِـم مِنْ ثِيـابِ الـذُّلِّ أَلـوَانُ وَلَو رَأَيـتَ بُكَاهُـم عِنـدَ بَيعهـمُ=لَهَالَكَ الأَمـرُ وَاِستَهوَتـكَ أَحـزَانُ يَـا رُبَّ أُمٍّ وَطِفـلٍ حِيـلَ بَينَهُـمَا=كَـمَـا تُـفَـرَّقُ أَروَاحٌ وَأَبـدَانُ وَطفلَة مِثلَ حُسنِ الشَّمسِ إِذْطلعتْ=كَأَنَّمَـا هِـيَ يَاقُـوتٌ ومَرجَـانُ يَقُودُهَا العِلـجُ لِلمَكـرُوهِ مُكرَهَـةً=وَالعَيـنُ بَاكِيَـةٌ وَالقَلـبُ حَيـرَانُ لِمِثلِ هَذا يذوب القَلـبُ مِنْ كَمَـدٍ=إِنْ كَانَ فِي القَلبِ إِسـلامٌ وَإِيْمَـانُ **يا بــــــــــــــريق المــــــــــــــاس** .