في ذاكرة أحمد فيصل وراء هذه النخلة والله أعلم : استحضار لمنظر عبد الرحمن الداخل وقد وقف أمام تلك النخلة التي جاء بها من المشرق إلى الأندلس ثم زرعها في قصر الرصافة فعاشا غريبين هناك حيث يقول :


تبدَّتْ لنا وسط الرُّصافةِ نخلةٌ
تناءتْ بأرض الغربِ عن بلدِ النخلِ
فقلت شبيهي في التغرب والنوى
وطول التنائي عن بنيَّ وعن أهلي
نشأتِ بأرض أنت فيها غريبة
فمثلك في الإقصاء والمنتأى مثلي
سقتك غوادي المزن من صوبها الذي
يسحُّ ويستمري السماكين بالوبل


ويطلب من النخلة أن تشاركه بكاء الغربة ، كما يقرن حالها بحاله فيقول :


يا نخل أنت غريبة مثلي
في الغرب نائية عن الأصلِ
فابكي وهل تبكي مكبَّسةٌ
عجماءُ لم تُطبع على خَبْلِ
لو أنها تبكي إذا لبكتْ
ماءَ الفراتِ ومنبتَ النخلِ