عرض مشاركة واحدة
قديم 11-21-2009, 02:30 PM   رقم المشاركة : 24

 

بسم الله الرحمن الرحيم
يحيى بن صوهد
صديق وقت الضيق

يوم السبت الرابع من شهر ذي الحجة 1430هـ
قرأت ما سطره الابن عبد الحميد بن حسن بن صوهد عن ابن عمه يحيى بن سعيد بن صوهد واشكره على فيض مشاعره .
أعجبتني فكرة الكتابة عن الأستاذ يحيى بن صوهد .
ومع ما فيها من الثناء والحقائق إلا أن حياء عبد الحميد من ذكر مناقب ابن عمه اخفت كثيرا من مزايا الأستاذ .
• عرفت وتحدثت مع الأستاذ لأول مرة عام 1370هـ وذلك على سلم مبنى إدارة ( البريد والهاتف والبرقيات ) على ساحل بحرنا الأحمر في جدة ، واذكر أن ذلك كان في شهر شعبان . كنت صاعدا للبحث عن سيدي وأخي علي بن عطية أبو عالي الذي كان موظفا بالهاتف ويحيى نازلا من السلم . تخطيته صعودا بثلاث درجات فناداني : يا ولد ... تجاهلت النداء ولكنه كرره وأشار إلي بيده . أجبت فقال : أنت ولد عطية أبو عالي ؟ أومأت بالموافقة فقال : انأ من الحلة وأنا يحيى بن صوهد وأخوك مواعدني يجي عندي بعد قليل .. هيا تعال معي إلى أن يجي أخوك .
رافقته وانتظرت وجاء أخي .
ألا توافقوني بأنه أستاذ لأنه بدأ حديثه إلي بتعريف نفسه ؟!
• مضت سنوات وأصبحت مدرسا في مدرسة بني ظبيان ( وأصبت بداء القراءة .. كانت داء يوم لا كتب ولا مجلات ولا صحف . فكيف تداوي نفسك من مرض القراءة بالقراءة ) .
التقيت يحيى في الوادي وعلى قف بير الحالسة وتحت شجرة مشمش مسفر بن حامد يرحمه الله ( جد مسفر بن عبد الواحد لامه ) .
تحدثنا عن المدرسة ، والطلاب ، والتدريس ، والمدرسين ومنهم زملاؤنا المدرسين العرب ونسميهم ( المقاولين ) أسئلة يحيى كانت لمّاحة ( بتشديد وفتح الميم ) . كان في يدي كتاب بحجم صغير يمكنك إدخاله في جيب الكوت ( المعطف ) وهو من إنتاج ( سلسلة إقرأ ) بمصر . وفي النهاية سألني عن الكتاب وموضوعه . تطرقنا إلى طه حسين ولكنه أكد على العقاد الذي علم نفسه فأصبح علما ( بفتح اللام ) . وكان ذلك في عام 1376هـ .
ألا توافقوني بأنه أستاذ عندما اكد على عباس العقاد وعصاميته وأنه علم نفسه ؟!
• التقيته بعد أيام لدى صديقنا المشترك الأستاذ محمد عبد الله العجمة في بيت خالي عبد الله ـ يرحمه الله ـ .
تحدثنا عن الثقافة والمثقفين . قص علينا محطات من سيرته الذاتية وكلها عبر لمن ألقى السمع إليه بإصغاء . انهينا اللقاء بإشارته إلى أن المدرسين ( المقاولين ) يملكون علما ولا بد أن لديهم كتبا .
ألا توافقوني على أن حديثه تلميحات أستاذ ؟!
• سافر وبعد أقل من سنة عاد إلى قريته وأهله عام 1377هـ .
نمت لدي يومها عادة احتفي بالمسافرين في بيتي لكي أتعلم منهم .. دعوته ولبى الدعوة . كان حديثه أمام عمه حسن بن يحيى وأمام دغسان أبو عالي وعلي بن محمد بن قسقس ( ابن عمتي ) وسعيد بن محمد أبو ريشة وغيرهم يرحمهم الله .. حديثه في تواضع وصوت خفيض . ولكنهم أمطروه بالأسئلة وإجاباته كانت مصدر إعجابي به وغبطتي له .
ألا توافقوني أن موقفه أمام الكبار كان موقف أستاذ ؟!
• قابلته بعدها بأيام وحياني مبتسما قائلا : وان مر يوم من غير رؤياك ما ينحسبشي من عمري !!
فتعددت لقاءاتنا وتلاشت فيها الرسميات لأنها أصبحت لقاءات ثقافية تتعدد فيها الآراء ، ونخالف بعضنا ولكن الخلاف ما افسد لمودتنا قضية .
إنه أستاذ .
• كان مجلسه في موقف سيارات الأجرة بين جدة ومكة المكرمة .. وأمام مبنى وزارة الخارجية الجميل وعلى شاطئ البحر كان مجلس أدب وأخلاق وعلم . ويشاركه في صفات العصامية والإطلاع والتوق إلى مستقبل جميل :
سيدي وأخي مسفر بن عطية أبو عالي حفظه الله وعبد الله سحاب ( من قرية محضرة ) وسفر بن شويل ـ يرحمهما الله .
ألا توافقوني أنه أستاذ ؟!
• أما يوم قابلني بعد ظهر يوم من عام 1386هـ أمام الحرم الشريف بمكة المكرمة وأنا تلميذ في كلية التربية في مكة فلن أقوله لكم ولكني سجلته في كتابي ( هروب إلى النجاح ) والذي سيرى النور قريبا إن شاء الله .
حيوا معي عبد الحميد .. وحيوا مع عبد الحميد ومعي أستاذ علّم نفسه .. وحاولوا تلقونه وتتحدثون إليه .. ولكم جميعا مني التحية والتقدير وبارك الله فيكم .

 

 

   

رد مع اقتباس