عرض مشاركة واحدة
قديم 10-27-2008, 11:41 PM   رقم المشاركة : 46

 

.

*****

وقال حسان بن ثابت الأنصاري في بدر أيضا

تَبَلَتْ فُؤَادَك فِي الْمَنَامِ خَرِيدَةٌ = تَشْفِي الضّجِيعَ بِبَارِدِ بَسّامِ
كَالْمِسْكِ تَخْلِطُهُ بِمَاءِ سَحَابَةٍ = أَوْ عَاتِقٍ كَدَمِ الذّبِيحِ مُدَامِ
نُفُجُ الْحَقِيبَةِ بُوصُهَا مُتَنَصّدٌ = بَلْهَاءُ غَيْرُ وَشِيكَةِ الأَقْسَامِ
بُنِيَتْ عَلَى قَطَنٍ أَجَمّ كَأَنّهُ = فُضُلا إذَا قَعَدَتْ مَدَاكُ رُخَامِ
وَتَكَادُ تَكْسَلُ أَنْ تَجِيءَ فِرَاشَهَا = فِي جِسْمِ خَرْعَبَةٍ وَحُسْنِ قَوَامِ
أَمّا النّهَارُ فَلا أَفْتُرُ ذِكْرَهَا = وَاللّيْلُ تُوزِعُنِي بِهَا أَحْلامِي
أَقْسَمْت أَنْسَاهَا وَأَتْرُكُ ذِكْرَهَا = حَتّى تُغَيّبَ فِي الضّرِيحِ عِظَامِي
يَا مَنْ لِعَاذِلَةِ تَلُومُ سَفَاهَةٌ = وَلَقَدْ عَصَيْت عَلَى الْهَوَى لُوّامِي
بَكَرَتْ عَلَيّ بِسُحْرَةِ بَعْدَ الْكَرَى = وَتَقَارُبٍ مِنْ حَادِثِ الأَيّامِ
زَعَمَتْ بِأَنّ الْمَرْءَ يَكْرُبُ عُمْرَهُ = عَدَمٌ لِمُعْتَكِرِ مِنْ الأَصْرَامِ
إنْ كُنْت كَاذِبَةَ الّذِي حَدّثْتنِي = فَنَجَوْت مَنْجَى الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ
تَرَكَ الأَحِبّةَ أَنْ يُقَاتِلَ دُونَهُمْ = وَنَجَا بِرَأْسِ طِمِرّةٍ وَلِجَامِ
تَذَرُ الْعَنَاجِيحَ الْجِيَادَ بِقَفْرَةِ = مَرّ الدّمُوكِ بِمُحْصَدِ وَرِجَامِ
مَلأَتْ بِهِ الْفَرْجَيْنِ فَارْمَدّتْ بِهِ = وَثَوَى أَحِبّتُهُ بِشَرّ مَقَامِ
وَبَنُو أَبِيهِ وَرَهْطُهُ فِي مَعْرَكٍ = نَصَرَ الإِلَهُ بِهِ ذَوِي الإِسْلامِ
طَحَنَتْهُمْ وَاَللّهُ يُنْفِذُ أَمْرَهُ = حَرْبٌ يُشَبّ سَعِيرُهَا بِضِرَامِ
لَوْلا الإِلَهُ وَجَرْيُهَا لَتَرَكْنَهُ = جَزَرَ السّبَاعِ وَدُسْنَهُ بِحَوَامِي
مِنْ بَيْنِ مَأْسُورٍ يُشَدّ وَثَاقُهُ = صَقْرٍ إذَا لاقَى الأَسِنّةَ حَامِي
وَمُجَدّلٍ لا يَسْتَجِيبُ لِدَعْوَةِ = حَتّى تَزُولَ شَوَامِخُ الأَعْلامِ
بِالْعَارِ وَالذّلّ الْمُبَيّنِ إذْ رَأَى = بِيضَ السّيُوفِ تَسُوقُ كُلّ هُمَامِ
بِيَدَيْ أَغَرّ إذَا انْتَمَى لَمْ يُخْزِهِ = نَسَبُ الْقِصَارِ سَمَيْدَعٍ مِقْدَامِ
بِيضٌ إذَا لاقَتْ حَدِيدًا صَمّمَتْ = كَالْبَرْقِ تَحْتَ ظِلالِ كُلّ غَمّامِ

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس