عرض مشاركة واحدة
قديم 10-20-2008, 01:48 PM   رقم المشاركة : 41

 



شرف الدين البوصيري محمد بن سعيد بن حماد بن "محسن بن" عبد الله بن صهناج بن ملال الصهناجي
اشتهر بالبوصيري.

تسمى هذه القصيدة بالبردة

أمِـنْ تذَكُّـرِ جيـرانٍ بـذي سلـمِ = مزجتَ دمعاً جرى من مقلـة ٍ بـدمِ
أمْ هبَّتِ الريحُ من تلقـاءِ كاظمـة = ٍوأوْمَضَ البَرْقُ في الظلْماءِ مِنْ إضَمِ
فما لعينيكَ إن قلـتَ اكففـا هَمَتـا = ومَا لِقَلْبِك إنْ قُلْـتَ اسْتَفِـقْ يَهِـمِ
أَيَحْسَبُ الصَّـبُّ أنَّ الحُـبَّ مُنْكتِـمٌ = ما بَيْنَ مُنْسَجِـم منـهُ ومضطَـرِمِ
لولاَ الهَوَى لَمْ تُرِقْ دَمْعاً عَلَى طَلَـلٍ = ولا أرقـتَ لذكـرِ البـانِ والــعَلم ِ
فكيفَ تُنْكِرُ حُبَّـا بعـدَ مـا شَهِـدَتْ = بهِ عليـكَ عـدولُ الدَّمْـعِ والسَّقَـم
وَأثْبَتَ الوجْدُ خَطَّيْ عَبْـرَة ٍ وضَنًـى = مِثْلَ البَهـارِ عَلَـى خَدَّيْـكَ والعَنَـمِ
نعمْ سرى طيفُ من أهوى فأرقنـي = والحُـبُّ يَعْتَـرِضُ اللَّـذاتِ بالأَلَـمِ
يا لائِمِي في الهَوَى العُذْرِيِّ مَعْـذِرَةً = منِّي إليكَ ولـو أنصفـتَ لـم تلُـمِ
عَدَتْـكَ حالِـيَ لا سِـرِّي بمُسْتَتِـرٍ = عـن الوُشـاة ِ ولادائـي بمنحسـمِ
مَحَّضَتْنِي النُّصْحَ لكِنْ لَسْتُ أَسْمَعُـهُ = إنَّ المُحِبَّ عَن العُـذَّالِ فـي صَمَـمِ
إني اتهمتُ نصيحَ الشيبِ فـي عـذلٍ = والشَّيْبُ أَبْعَدُ في نُصْحٍ عَـنِ التُّهَـم
فـإنَّ أمَّارَتـي بالسـوءِ مااتعظـتْ = من جهلها بنذيـرِ الشيـبِ والهـرمِ
ولا أَعَدَّتْ مِنَ الفِعْلِ الجَمِيـلِ قِـرَى = ضيفٍ المَّ برأسـي غيـر محتشـمِ
لو كنـتُ أَعْلَـمُ أنِّـي مـا أوَقِّـرُهُ = كتمتُ سِراً بـدا لـي منـهُ بالكتـمِ
من لي بِـرَدِّ جمـاٍ مـن غوايتهـا = كمـا يُـرَدُّ جمـاحُ الخيـلِ باللجـمِ
فلا تَرُمْ بالمعاصِي كَسْـرَ شَهْوَتِهـا = إنَّ الطعـامَ يُقَـوِّي شهـوة َ النهـمِ
والنفسُ كالطفلِ إن تهملهُ شَبَّ على = حُبِّ الرَّضـاعِ وإنْ تَفْطِمْـهُ يَنْفَطِـم
فاصرفْ هواها وحـاذرْ أنْ تُوَلِّيَـهُ = إنَّ الهوى ما تولَّى يُصـمِ أوْ يَصـمِ
وَراعِها وهيَ في الأعمالِ سائِمـة = ٌوإنْ هِيَ اسْتَحْلَتِ المَرْعَى فلا تُسِـم
كَمْ حَسَّنَـتْ لَـذَّة ٍ لِلْمَـرءِ قاتِلَـة = ًمن حيثُ لم يدرِ أنَّ السُّمَّ في الدَّسَـمِ
وَاخْشَ الدَّسائِسَ مِن جُوعٍ وَمِنْ شِبَع = فَرُبَّ مَخْمَصَـة ٍ شَـرٌّ مِـنَ التُّخَـمِ
واسْتَفْرِغ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنٍ قد امْتَلأتْ = مِنَ المَحارِمِ وَالْـزَمْ حِمْيَـة َ النَّـدَمِ
وخالفِ النفسَّ والشيطانَ واعصهما = وإنْ هُما مَحَّضـاكَ النُّصـحَ فاتهـم
وَلا تُطِعْ منهما خَصْمـاً وَلا حَكمَـاً = فأنْتَ تَعْرِفُ كيْـدَ الخَصْـمِ والحَكـمِ
أسْتَغْفِرُ الله مِـنْ قَـوْلٍ بِـلاَ عَمَـلٍ = لقد نسبتُ بـه نسـلاً لـذي عقـمِ
أمرتكَ الخيرَ لكـنْ ماائتمـرتُ بـهِ = وما استقمتُ فماقولي لـك استقـمِ
ولا تَـزَوَّدْتُ قبـلَ المَـوْتِ نافِلـة ً = ولَمْ أُصَلِّ سِوَى فَرْضٍ ولَـمْ أَصُـمِ
ظلمتُ سُنَّة َ منْ أحيا الظـلامَ إلـى = أنِ اشْتَكَتْ قَدَماهُ الضُّـرَّ مِـنْ وَرَم
وشدَّ مِنْ سَغَـبٍ أحشـاءهُ وَطَـوَى = تحتَ الحجارة ِ كشحـاً متـرفَ الأدمِ
وراودتهُ الجبالُ الُشُّـمُّ مـن ذهـبٍ = عـن نفسـهِ فأراهـا أيمـا شمـمِ
وأكَّـدَتْ زُهْـدَهُ فيهـا ضـرورتـهُ = إنَّ الضرورة َ لاتعدو علـى العصـمِ
وَكَيفَ تَدْعُو إلَى الدُّنيا ضَرُورَة ُ مَنْ = لولاهُ لم تخرجِ الدنيـا مـن العـدمِ
محمدٌسيدُّ الكونينِ والثَّقَلَيْـيـنِ وال = فريقينِ مـن عُـربٍ ومـن عجـمِ
نبينَّـا الآمـرُ الناهـي فـلا أحـدٌ = أبَرَّ في قَوْلِ «لا» مِنْـهُ وَلا «نَعَـمِ»
هُوَ الحَبيبُ الـذي تُرْجَـى شَفاعَتُـهُ = لكل هـول مـن الاهـوال مقتحـم
دعا إلـى اللهِ فالمستمسكـونَ بـهِ = مستمسكونَ بحبـلٍ غيـرِ منفصـمِ
فاقَ النبيينَ في خلْـقٍ وفـي خُلُـقٍ = ولـمْ يدانـوهُ فـي علـمٍ ولا كَـرَمِ
وكلهـمْ مـن رسـول اللهِ ملتمـسٌ = غَرْفاً مِنَ البَحْرِ أوْ رَشْفاً مِنَ الدِّيَـمِ
وواقفـونَ لديـهِ عـنـدَ حَـدِّهـمِ = من نقطة ِ العلمِ أومنْ شكلة ِ الحكمِ
فهْوَ الـذي تَـمَّ معنـاهُ وصُورَتُـه = ثمَّ اصطفاهُ حبيبـاً بـارىء ُ النَّسـمِ


 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس