عرض مشاركة واحدة
قديم 08-13-2009, 10:44 PM   رقم المشاركة : 3

 


رمضان فرصة للتغيير

لمن كان مفرطاً في صلاته ، فلا يصليها مطلقاً ، أو يؤخرها عن وقتها ,

أو يتخلف عن أدائها جماعة في المسجد . ليعلم المتهاون في صلاته ،

أنه يرتكب خطأً قاتلاً ، وتصرفاً مهلكاً ، يتوقف عليه مصيره كله ،

و إن لم يتدارك نفسه ، فهو آيل لا محالة إلى نهاية بائسة ، وليل مظلم ، وعذاب مخيف ،

جاء في الحديث عن سمرة بن جندب رضي الله عنه

عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا قال :

" أما الذي يثلغ رأسه بالحجر فإنه يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة "

رواه البخاري (1143).

إن التهاون بأمر الصلاة والاستخفاف بها ، خطأ فادح بكل المقاييس ،

وجناية مخزية بكل المعايير . لا ينفع معها ندم ولا اعتذار عند الوقوف بين يدي الواحد القهار ،

إني أدعوك بكل شفقة وإخلاص ، أدعوك والألم يعتصر قلبي خوفاً عليك ورأفة بك ،

أدعوك في مثل هذا الشهر المبارك إلى إعادة النظر في واقعك ، ومُجريات حياتك ،

أدعوك إلى مراجعة نفسك ، وتأمل أوضاعك قبل فوات الأوان ،

إني أنصحك ألا تخدعك المظاهر ، ولا يغرك ما أنت فيه ،

من الصحة والعافية والشباب والقوة ، فما هي إلا سراب بقيعة ، يحسبه الظمآن ماءً ،

أو كبرق خُلب ، سرعان ما يتلاشى ، و ينطفئ ويزول ، فالصحة سيعقبها السقم ،

والشباب يلاحقه الهرم ، والقوة آيلة إلى الضعف ، ولكن أكثر الناس لا يتفكرون .

أخي الكريم :

إن أصحابك الذين غروك بالتهاون بشأن الصلاة ، وزينوا لك إضاعتها ،

إنهم لن يذرفوا عليك سوى دموع التماسيح ، يعودون بعدها ،

إلى مزاميرهم وطربهم وأنسهم ، غير مكترثين بك ، ولا بألف من أمثالك ،

إنهم أنانيو الطباع ، ميتو الإحساس ، لا همّ لهم إلا أنفسهم وملذاتهم ،

ولو فقدوا الآباء والأمهات ، فضلاً عن الأصحاب والخِلان ،

فاستيقظ يا هذا من غفلتك ، وتنبه من نومتك ، فالحياة قصيرة وإن طالت ،

والفرحة ذاهبة وإن دامت ، واجعل من رمضان فرصة للمحافظة على هذه الصلاة العظيمة ،

فقد وفقك الله للصلاة مع الجماعة ، وإلف المساجد ،

وعمارتها بالذكر والتسبيح ، فاستعن بالله ،

واعزم من الآن أن يكون هذا الشهر المبارك بداية للمحافظة على الصلاة ،

والتبكير إليها يقول الله تعالى في وصــف المؤمنين:



[المعارج: 24] .

ويقول سبحانه :




[المعارج:34-] .

 

 

   

رد مع اقتباس