عرض مشاركة واحدة
قديم 12-23-2011, 05:20 PM   رقم المشاركة : 1040
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
محمد عجير is on a distinguished road


 

الحلقة رقم /27


في 15 محرم ودعت جدة واهلها ومطارها وفي عينيّ دمعة وحلقي فيه غصة وذلك بعد شهرين ونصف من المعاناة والمكابدة لم يتخللها ساعة أنس واحدة غير تلك التي قابلت فيها صديق عمري وحبيب قلبي علي أبوعلامة واخذته فيها بسيارتي إلى كورنيش الحمراء للخروج من الضغوط النفسية التي كانت تلقي بثقلها عليّ ولعله كان يلحظ آثار ذلك بادية على وجهي لكنه لم يجرؤ على سؤالي عن السبب ولم ابح له بشئ مما كان يؤرقني ،

نتيجة للتوتر الشديد طوال تلك الفترة اصابني الم مبرح في القولون لم أكن أعلم أنه ( القولون العصبي ) وفي الطريق إلى مكة صباح يوم قائض وكان من بحرة ( طريق جدة القديم ) وبما أن ثقافتي ديريّة بحته أوقفت سيارتي عند أول صيدلية واشتريت قارورتين زيت خروع ( بدون ريحة ) وشربت ما استطعت منهما وبهذا سكبت الزيت من حيث لا أدري على النار وكانت رحلة من أسواء ما مرّ عليّ .

لم أكن هذه المرة أحمل همّ السكن في الرياض بعد أن قمت بتأمينه قبل سفري إلى جدة كما اسلفت ولذا كان السبب الوحيد الذي خفف عني بعض ضغوط الطريق والوحدة والمغص الذي كنت أعاني منه طوال مدة السفر والتي امتدت لاكثر من خمس عشرة ساعة متواصلة .

استلمت بدل الإنتداب في أول اسبوع بعد عودتي للرياض ولم يكن يتجاوز ستة الآف ريال فسددت به جزءا من ديوني .

وفي نهاية ذلك الاسبوع وبالتحديد يوم الخميس كنت وحيدا في البيت الذي لم اكن أدخله إلا وقت النوم لأنني أبقى لدى إخوتي في سكن كلية الشريعة ( عبد الله بن غرم الله وعبد الله بن ضيف الله وعبد الله بن حمود أو ما كنا نطلق عليه غرفة العبادلة ـ عبد الله أس3 ) من بعد الدوام وحتى يحين موعد النوم وبما أن زميلاي في السكن كانا يقضيان اجازة نهاية الأسبوع عند أهليهما في ضواحي الرياض فقد استفقت من نومي صباح الخميس فاتجهت الى المطبخ لعلى أجد شيئا في ثلاجته أفك بها ريقي فوجدت جركلا فيه حليب على مايبدو وبمجرد أن فتحته فاحت رائحتة العفنة فدلقته فورا في كرسي الحمام القديم والقديم جدا ( أبولسان ) لأعتقادي بأنه منتهي الصلاحية وحمدت الله أني تخلصت منه قبل أن يشربه أحدهما والذي كان يفتقد لحاسّة الشم .

لم يكن يضايقني في زميليِّ سوى كثرة شجارهما حول كرة القدم وقت النوم ( في السطوح ـ لعدم وجود المكيف الذي يعد تقنية لم تسمع بها منفوحة في ذلك الوقت!!! ألم أقل لكم لكل من اسمه نصيب؟! ) حيث يشجع كل منهما ناديا من أندية العاصمة مغايرا لنادي صاحبه وكانا يسألاني عن النادي الذي اشجعه فأقول ( أهلى ) رغم أني لاأعرف النادي الأهلي ولم اشاهده من قبل ولم يكن لي أي اهتمام بالأندية مطلقا بل ولم أسمع باسماء الكثير منها لكن كلمة ( أهلي ) تذكرني ( بأهلي ) وهذا كلما في الأمر .

يوم الخميس الثاني تكرر معي نفس مشهد الحليب المنتهي الصلاحية واتخذت معه نفس الإجراء ( حمام أبولسان ) وفي مساء الجمعة بعد عودة زميليّ من قريتهما استدعاني الأكثر جرأة منهما فوق السطوح وقال لي فين وديت الذي كان في الثلاجة ؟! قلت كبيّته في الحمام ! قال لي ليش تكبّه ؟! قلت ياأخي وايش تبغا به حليب مِرّوَح منتهية صلاحيته ! فمسك طرف ياقتي وكانت من الياقات الطويلة على الموضة تلك الأيام ( اشبه ماتكون بأذن عنز مصريّة ) وتلك المسّكة ومن ذلك المكان بالذات تنم عن الاستخفاف بالشخص الذي يوجه إليه الخطاب وقال ، ياقروي هذا ( ..... ) تبغى تشرب منه والا لاعاد تكبّه مرة ثانية !!

دارت بي الأرض وجلست القرفصاء من هول الصدمة وقبل أن أرد عليه تركني وانصرف ! قلّبت الأمور يمنة ويسرة واستعرضت كل الخيارات الممكنة فلم أجد أفضل من الانسحاب وترك الجمل بما حمل فحملت طراحتي وشنطتي وخرجت اهيم في الشوارع لا ألوي على شيئ .
في الحلقة القادمة بإذن الله نتابع أين استقر بي المقام تلك الليلة وما بعدها فإلى الملتقى؟!!!!

 

 
























التوقيع