عرض مشاركة واحدة
قديم 04-15-2008, 05:31 PM   رقم المشاركة : 46

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جبل الشعبة مشاهدة المشاركة

الحلقة الثالثة :ـ
القارئ الكريم أحاول جاهدا تجنب الدخول في التفاصيل خوفا من مللك وتضييع وقتك فيما لا طائل من ورائه وإلا فهناك وقفات على الطريق كثيرة وتفاصيل أكثر .
بدأ الأخ الأكبر الدراسة الجامعية منتسبا في كلية الاقتصاد والإدارة تخصص إدارة عامة يرافقه صديق حميم يتمتع بذكاء وخبرة مكافح مناضل لا تختلف ظروفه العائلية عن رفيق دربه ( الأخ الأكبر ) كان يعمل رحمه الله في إدارة تعليم الباحة ثم نقل إلى تعليم جدة وعمل في شؤون الموظفين تحديدا وهو الأستاذ عبد الله العبادي رحمه الله رحمة الأبرار واسكنه فسيح الجنان بدأ الدراسة بجد ونشاط رغم قلة ذات اليد وصعوبة العيش في جدة ولكن حبهما الشديد لبعضهما وتقارب افاكارهما وانسجامهما التام مع بعضهما ذلل الكثير من الصعاب .
انتهت السنة الجامعية الأولى وانتقلا إلى السنة الثانية وهمتهما تزداد والجد والنشاط على أشده وطموحهما لا يحده حد ويتطلعان إلى مستقبل مشرق وبدأ التأقلم مع الحياة في جدة وذللت الصعاب وسافر الأخ الأكبر إلى الباحة لقضاء الإجازة في كنف والديه وأخيه الحبيب الأصغر واجتماع الأهل والأحبة فهناك كانت حياة الأنس والفرحة والسعادة والرحلات والنزهات والتمتع بالجو الجميل والمناظر الجميلة في جو اسري بديع لا تشوبه شائبة ولا يكدره نكد ولا مشاكل . وتم الاتفاق على الذهاب قبل سفر الأخ الأكبر في اليوم الثاني إلى جدة في نزهة عائلية إلى مكان جميل يبعد عن الباحة حوالي خمسين كيلا يقال له الحبقة اشتهر بمناظره الجميلة ومياهه الجارية وجوه البديع وطبيعته البكر الخلابة وتم اختيار مكان جميل جدا وحطت الرحال وبدا الجميع في العمل هذا يجمع الحطب وذاك ينظف المكان وثالث يذبح الذبيحة وهناك من يعد العدة لإعداد الفطور الشهي وهذا يجلب الماء والأطفال يسرحون ويمرحون والجو جميل والسعادة غامرة ولا تخلو الجلسة من بعض المقالب خاصة من الأخ الأصغر خفيف الظل المرح النشيط حيث لم يسلم احد من مقالبه فهذه صورة تلتقط لأحدهم في وضع غير مستعد لها وذاك يقذف به في الماء وهذا يربط في الشجرة وهناك من يضع حشرة على رأس احدهم .
ثم نزل من يرغب السباحة في غدير الماء الجميل ومنهم الأخ الأصغر وبعد قضاء وقت ممتع غادر الجميع المكان بعد قضاء يوم جميل لا ينسى ، وعند العودة إلى المنزل بدأ الأخ الأكبر في إعداد العدة للسفر والعودة إلى جدة وأصر الأخ الأصغر على إيصال أخيه الأكبر وأسرته إلى جدة رغم انه لم ينم تلك الليلة من ارق أصابه وارتفاع في درجة الحرارة وطلب أخوه الأكبر منه ألا يكلف نفسه عناء السفر نظرا لاعتلاله في الليلة الماضية رغم انه لا يود مفارقته لحظة واحدة لكن إشفاقا عليه ولكنه اصر على مرافقته في السفر وانطلقا في اليوم التالي والأخ الأصغر يقود السيارة ولم يكن مرحا كعادته فخيم الصمت على الجميع وعندما وصلا الطائف تنحى عن قيادة السيارة لأخيه واسترخى في المقعد المجاور للسائق ولا زال الصمت يخيم على الجمع وعند الوصول إلى جدة طلب من أخيه مرافقته إلى المستشفى حيث ازدادت حالته سوءا وفي الليل وكانا جالسين لم يفارق احدهما الآخر التفت الأخ الأصغر إلى أخيه وبدون مقدمات قال والله إنني سأموت ! ! ! ولم تكن حالته الصحية تدل على ذلك فطمأنه أخوه وقال هو عارض صحي وما قدامك إلا العافية رغم أن القلق والخوف اخذ من الأخ الأكبر مأخذه ونسي أسرته وأهله وبقي إلى جوار أخيه لا يفارقه لحظة واحدة وفي اليوم التالي ذهبا إلى مستشفى ثاني وأثناء انتظار دوره للدخول سقط الأخ الأصغر مغشيا عليه فصرخ الأخ الأكبر صرخة مدوية أخرجت الطبيب من عيادته وألتم الناس حولهما وقرر الطبيب بعد المعاينة ونتائج التحليل السريعة نقله إلى المحجر الصحي بجدة وشخصت الحالة بأنها حمى صفراء أجاركم الله وهناك تم تنويمه وتناوب أخواه الكبيران على مرافقته لا يفارقانه أبدا ورغم تحذيرات الطبيب لأخيه كاتب هذه السطور من عدم الاقتراب من أخيه لأن المرض معد وفتاك إلا أن الأخ الأكبر يتعمد في غفلة من الطبيب استخدام أدوات أخيه ويشرب من الكأس التي يشرب منها آملا أن يصاب بمرض أخيه فإما أن يعيشا سويا أو يموتا إن قدر لهما ذلك سويا ولكنك تريد وأنا أريد ويأبى الله إلا ما يريد ، وتفاقمت الأمور وتدهورت صحة الأخ الأصغر رغم بذل كل الجهود الممكنة في ذلك الوقت ولم يكتمل الأسبوع الأول من سفرهما حتى اسلم سعد بن حسن الروح إلى باريها مات سعد بن حسن نعم مات رحمك الله يا سعد استغفر الله العظيم إنا لله وإنا إليه راجعون مات سعد بن حسن بين يدي أخيه وتوأم روحه وحضور بعض محبيه وذهل أخوهما الأكبر وكانت صدمته عظيمة فمصيبته مصيبتان لأنه يعلم ما بين أخويه من ود وما بينهما من علاقة تكاد لا تصدق . وأذهل الخبر والدته رحمها الله وأخواته أما والده فتلقاه بصبر المؤمن الصادق المسلم أمره لله ويقول من اخبره الخبر وكان في المسجد لأداء صلاة الفجر انه ذكر الله واسترجع وقام وصلى ركعتين فجبر الله مصابه وألهمه الصبر وتحمل الصدمة الأولى وهز الخبر الفاجعة أرجاء وادي العلي وأشعل نار الحزن في قلوب محبيه كيف لا وسعد نعم الصديق والمعين للجميع ودفن رحمه الله بمقبرة الأسد في جدة رحم الله سعدا ووالديه وأموات المسلمين جميعا وبهذا اختتم الحلقة الثالثة معتذرا عن بقية الحلقات راجيا الا اكون قد كدرت عليكم او ضعيت اوقاتكم وفقكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم .
معذرة اقتبستها لتعديل اخطاء مطبعية غير مقصودة .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .

   

رد مع اقتباس