عرض مشاركة واحدة
قديم 03-14-2008, 01:04 AM   رقم المشاركة : 10

 


6 - تكبيرة الإحرام

أخي الكريم – أما وقد عرفت ربك والتزمت بأمره واتبعت سبيله ،

فلبيت نداءه وتركت ما سوى ذلك من حطام الدنيا وراء ظهرك ,

وأقبلت على ملاك أحسن إقبال بصدق وصفاء وإخلاص ،

- أما وقد حصل لك ذلك الاستعداد كله –

فاعلم أن تكبيرة الإحرام هي أول شجرة

تقطف مها ثمرة الخشوع والذل والانكسار،

تقطفها وتتذوق حلاوتها حينما تتصور وقوفك بين يدي الله ،

وحينما تغرق تفكيرك في معاني "التكبير"

فتتصور قدر عظمة الله في هذا الكون ،

وتتأمل – و أنت تكبر –

في قول الله جل وعلا

{ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ}

ثم تتأمل قول ابن عباس رضي الله عنه أن الكرسي موضع القدم،

فحينئذ تدرك حقيقة " الله أكبر".

تدركها وهي تلامس قلبك الغافل عن الله فتوقظه,.

وتذكره بهزل الموقف وعظم الأمانة التي تحملها الإنسان ولم يؤديها

تدرك أخي الكريم – حقيقة التكبير وأسراره وتنظر إلى حالك مع الله

وما فرطت في جنبه سبحانه

ثم تتيقن أنه سبحانه قد نصب وجهه لوجهك في لحظه التكبير

لتقيم الصلاة له راجياً رحمته وخائفاً من عذابه ،

إنه لموقف ترتعش له الجوارح وتذهل فيه العقول .

كان عامر بن عبد الله من خاشعي المصلين

قيل له ذات يوم:

هل تحدثك نفسك في الصلاة بشيء؟

قال:نعم ,بوقوفي بين يدي الله عز وجل ,

و منصرفي إلى إحدى الدارين ،


قيل فهل تجد شيئاً من أمور الدنيا؟ فقال:

لأن تختلف الأسنة في أحب إلي من أن أجد في صلاتي ما تجدون.

فهكذا كان السلف إذا دخلوا في الصلاة

فكأنما رحلت قلوبهم عن أجسادهم

من حلاوة ما يجدون من الخشوع والخضوع.

 

 

   

رد مع اقتباس