عرض مشاركة واحدة
قديم 05-03-2009, 05:36 AM   رقم المشاركة : 83
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
محمد عجير is on a distinguished road


 



بسم الله الرحمن الرحيم


الاخ الفاضل العزيز / جبل الشعبة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سبق أن قلت في رد لي على موضع سابق لاحد الإخوة بأن من ابرز عيوبي عدم متابعة النت إلا فيما ندر ولهذا لم أشاهد موضوعك ( أخوين من الوادي ) إلا يوم الخميس الماضي 5/5/1430هـ وللحق فإني تمنيت أني لم أشاهده لانه زادني وجداً على وجد ، يقول الشاعر بدر بن عبد المحسن ( نقض الجروح اللي تشافت ظليمة ) .
أخي الفاضل / أنت بالفعل جبل وجبل لاكالجبال بل تفوقت على الجبال بالإبتلاء ثم بالصبر على الإبتلاء ( فقد فقدت توأم روحك ، فالوالدة ، ثم الوالد ، واخيرا أم ياسر... أسأل الله أن يجعلها آخر الأحزان ) هنيئا لك يا ابا ياسر صبرك فأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل قال تعالى ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) .
أخي العزيز / لقد كتبت عن إنسان لاينسى ، إنسان مميز في كل شئ ، في سلوكه ، في خُلُقِه ، في خَلْقِه ، في طريقة حياته ، وحتى في مقتنياته ( بندقيته ، دبابه ، سيارته ، ساعته ، نظارته ) ، إنسان عرفته أنا اكثر من اقراني بحكم تردده على بيتنا نتيجة المصاهرة ، فقد كنت ارمقه من حيث لايدري فلم الحظ سوى شدة حيائه ! وهل يعد هذا عيبا ؟! كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في خدرها .
ذهبنا هو وأنا في صيف 1390هـ بعد تخرجي من متوسطة النجاح ببني ظبيان إلى قرية العطاردة في سيارته الوانيت لمقابلة مدير المدرسة أستاذنا الفاضل / عوضه بن يماني لتحديد موعد معه لاستلام وثائق التخرج ، سعد رحمه الله يرغب إستلام شهادة المعهد وأنا إستمارة الكفاءة وبعد أن إستلم وثيقته طالع في صورته الشمسية المثبتة عليها ثم ناولني إياها وهو يقول ( لاحول ولاقوة إلا بالله شوف الشكل والحيبة والمشبك... و... و ... ) فقلت في نفسي إذا كنت أنت بهذا الجمال ولم تعجبك صورتك فماذا عساني انا اقول عن صورتي !!
جائني خبر وفاته رحمه الله في الطائف فخرجنا من فورنا حسن بن جمعان وأنا مع صاحب تاكسي من الموقف ففتح السائق المسجل كما هي العادة ولما علم بأننا مكلومين إحترم مشاعرنا ولم يشغلّه مرة أخرى حتى وصلنا .
صلينا العشاء في الحلة وعلمنا بأن الوالد حسن بن يحي يستعد للسفر صبيحة اليوم التالي هو ووالدة سعد لزيارة سعد ( رحمهم الله جميعا ) ولم نجرؤ على فتح أفواهنا ، كان العم حسن بن سعيد لديه علم بوفاة سعد فأشار لنا من بعيد بالسكوت وعلمنا فيما بعد أن سعيد عبد الواحد وصل قبلنا بتكليف من الاخ علي بن حسن ومنك ليحول دون سفر الوالد والوالدة لان العزاء سيكون في الديرة وأنه قد نقل الخبر إلى ابي يحي وإلى الخال أحمد العبائر .
لم أنم تلك الليلة ولم أستطع البقاء في الحلة فقررت الذهاب إلى الاخ عبد الله ابوعلامه رحمه الله وبقينا فوق الجون نذكرالموت ونذكر سعدا وكيف سيكون وقع الخبر على والده ووالدته وزوجته إلى أن إرتفع صوت شجي من الحلة ( صوت سعيد بن عبد الواحد ) يردد أذان الفجر فزادنا حزنا على حزن ومعه إرتفع نحيبنا ولم نشعر إلا بوالدة عبد الله ( رحمها الله ) وهي تنتحب معنا .
بعد الفجر توجه الوالد علي دغسان إلى الحلة فتبعته وكنت من اوائل من دخل بيتكم بعد أن علم كل أفراد العائلة بخبر الوفاة وسبحان الذي عصمهم بالصبر ، سبحانه ، لم أسمع صوت نائحة ولا إعتراض على قضاء الله وقدره ولا شق رداء أوثوب ولاعويل غير منطقي مع أن المصيبة عظيمة والخطب جلل لكن كأن الله أنزل الصبر قبل المصيبة . رحم الله سعدا ورحم الله والدي سعد ، وأمد الله في عمر الاخ علي وفي عمرك , واحسن الله إليكما فيما فعلتماه مع أبناء سعد وزوجته ، واصلح الله ابناء سعد وجزى زوجته الصابرة المحتسبة خير الجزاء فقد ضربت اروع الأمثلة في الوفاء والتضحية .

كل إبن أنثى وإن طالت سلامته **** يوما على آلة حدباء محمول

أعذرني يا ابا ياسر فالحديث عن سعد ذو شجون ، تحياتي وتقديري للاخ علي ولك ولكل أفراد العائلة ولأبناء سعد على وجه الخصوص ودمتم جميعا بخير .

 

 

   

رد مع اقتباس