عرض مشاركة واحدة
قديم 02-25-2012, 01:37 PM   رقم المشاركة : 1186
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
رفيق الدرب is on a distinguished road


 

بسم الله الرحمن الرحيم
طلب مني أبو عبد الله ( محمد بن عجير ) وأبو ياسر أن أكتب عن ( طيحة البير )
وإليكم القصة :
في يوم من الأيام كان أهلي يسوقون الخريف ( قصب الذرة ) من بير الكبيره
بير الكبيره يا سادة يا كرام ترقد بجانبها أخت لها تسمى بير ( مكحله )
وهذه غريمتي وأرى عليها ظلمة كلما مررت بجانبها ويقشعر بدني لرؤيتها
وهي كما يدل عليها اسمها ضيقة جدا بالكاد تتسع لغربين
( والغرب دلو كبير يمتلئ بالماء يجره الثور أو الحمار ) هذا التوضيح للشباب
ولن أقول أكرمكم الله وأنتم بلا شك مكرمون كما تعودنا عند ذكر ( أبو صابر )
فهذا انتقاص من حقه - وهو في نظري- يستحق التكريم عن سائر الحيوانات
لصبره وجلده وبساطة إطعامه وعندما أستغنينا عنه كان مصيره الطرد والنسيان
ثم الهلاك ، نعود لموضوعنا
كانت الوالدة - أطال الله في عمرها - تسوق الثيران في مجرة بير الكبيره وأنا معها
ألعب وأتعلق في العداد ( الرشا ) طلبت مني عمتي جميله - رحمها الله - أن أحضر لها
المحش من قضب الجهاد وبدلا من الالتفاف بعيدا عن البير، تكاسلت فنطيت على الجدار
الذي يفصل بين البيرين ، ترددت في القفز من فوق العقش خوفا من الوقوع في البير
لم تلحظ ذلك أمي فأومأت إلى الثورين وقالت ( عل على الله الفرج) في هذه اللحظة
وقع المحذور !!!!!! فرأس الثور الأيسر ليس له دوران إلا من فوق الجدار الذي أنا
واقف عليه وبدون قصد منه - سامحه الله - أهوى بي إلى بير مكحله لكن كان جزاؤه
كجزاء سنمار فقد ذبحه الوالد رحمة الله عليه في نفس الليلة ودعا عليه الجماعة
صاحت الوالده في العم عبد الله العجمه وكان بالصدفه في ركيبه ( المحول )
لا أعلم كيف تصرف وأعتقد إنه قطع الرشايين وربطهما في قرن البيروانخرط فيهما
لم أشعر إلا وأنا أرى زرقة السماء على صفحة الماء وذلك عندما نكسني على رأسي
حتى يخرج الماء من بطني بعدها قال ادع أباك
ومن شدة البرد قلت ( يابوه ) فرد علي الوالد - رحمه الله - ( فديت الحس )
تلاه في النزول العم يحي بن كجم والعم مصلح بن مبارك رحمهم الله جميعا
طلب العم عبد الله العجمه - رحمه الله - في مذرا وهنا بدأت الشكوك تساور
الجميع في سلامتي وقالوا ( راح قطاع ) أدلوا المذرا وأطلعوني ونشفوني
بحوكة وحملتني عمتي رحمه - رحمها الله - وبعدها قالت :
( تشتي شي يا صديقي ) قلت هبي لي تمره 0
( لا تضحكون عليه فديت الخلق ) فالتمره في ذلك الزمان هي أقصى ما نتمناه
وكان من نتيجة تلك الطيحة أن أنشالت جلدة رأسي من الأعلى وصب عليها
العم محمد آبو علامه - رحمه الله - ( سبيرتو ) وهذا السبيرتو يولعون به الأتاريك
ولا زالت آثارها حفرة في قمة الرأس ويظهر أن رأسي اصطدم بصفا البير
وهنا أدرك شهر زاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح ...... وسلامتكم .