عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2020, 10:44 PM   رقم المشاركة : 1
سيرة الشيخ سعيد العمودي رحمه الله


 

.

*****

سيرة الشيخ سعيد العمودي رحمه الله

شاء الله في سنة 1328 هجرية أن يرزق جدي عطيه إبنه الثاني بعد سنتين من والدة إبنه الأول خضر ، وكان في ضيافتهم وقتها داعية حضرمي دأب على زيارتهم وهو في طريقه إلى
الحج إسمه سعيد العمودي ، فاختار جد المولود محمد بن شريحي أن يسمى حفيده بإسم الداعية الحضرمي سعيد العمودي تيمنا وتفاؤلاً به ، وشاء الله أن يتوفى والده عطية يرحمه الله وهو صغير السن فتولى تربيته مع شقيقه خضر جدهما محمد وأعمامهما بتار وسعد وسعيد
وكان الجد محمد قد أوقف البلاد بعد أن وهبته أخته حليمة حقها من الميراث فاتسعت عليهم البلاد الزراعية وازداد اشتغالهم بها ، وحينما بلغ الوالد سعيد العمودي بن عطية بن محمد بن شريحي سن العشرين تقريبا سافر مع من سافر إلى مكة المكرمة ربما لبيع منتجات من المحاصيل الزراعية .
صلى الوالد يرحمه الله يوماً الفريضة بعد صلاة الإمام في الحرم فأخطأ في القراءة فرد
عليه من صلى معه وعرض عليه بعد الصلاة أن يحفظ القرآن معه في مدرسة الصولتية بجوار الحرم فوافق وذهب معه اليوم الثاني ليسجل إسمه من ضمن الطلبة وكان ذلك عام 1351 هجرية

وكتب الله له أن يبقى في مكة المكرمة طالبا للعلم في مدرسة الصولتية . وقد أسس هذه المدرسة الشيخ محمد رحمة الله بن خليل الرحمن من كلكتا في بداية العشر الأخيرة من القرن الثاني عشر عام 1292.
وقد تبرعت أميرة هندية إسمها صولة النساء بمبني للمدرسة بجوار الحرم وجعلت لها أوقافا .
وقد حصل على شهادة إتمام حفظ القرآن الكريم عام 1353 من المدرسة وواصل الدراسة بها حتى عام 1361 درس خلالها علوم التفسير وأصول الحديث وكتب الأحاديث الستة وأصول الفقه والمواريث والحساب والفلك ، فيما سمي علم الجغرافيا الحقا ، وكانت الدراسة فيها على المذهب الحنفي ، ونال منها شهادة إتمام القسم الثانوي. وتحقق ما كان يأمله جده محمد فيه أن يكون من طلبة العلم حين سماه بإسم الداعية سعيد العمودي.
اشتغل بعد دراسته واعظاً ومرشداً في سجن مكة المكرمة مما كان له كبير الأثر في إصلاح سلوك السجناء كما أخبرني من كان له علاقة بالسجن ، وكذلك عين إماماً لمسجد الجيلاني

الذي كان قريباً من بيته في أول طلعة الفلق . وكذلك اشتغل مأذوناً شرعياً لعقود الانكحة فقد أخبرني فضيلة الشيخ سعيد إبن عياش الغامدي رئيس المحكمة الشرعية في خميس مشيط سابقاً وهو من قرية دار الجبل عافاه الله أخبرني عندما زرته في بيته في الطائف أنه عقد له قرانه في الحرم عام 1369 وأنه رحمه الله ترك له داره ليسكن فيها بعد عقد قرانه متوجها إلى الباحة . وكان قد واصل دراسته في مدرسة دار الحديث المكية في الحرم بعد افتتاحها فقد التحق بها عام 1361 واستمر طالبا فيها حتى عام 1371 بجانب عمله كواعظ ومرشد في سجن مكة المكرمة ، وقد نال شهادة منها. وكانت له علاقة بالشيخ عبدالظاهر أبي السمح إمام الحرم المكي وكان من جلسائه يومياً بعد المغرب حتى أنه أنابه في إمامة المصلين في حالة غيابه ، وقد صلى إماماً أكثر من مرة في الستينات وقد أخبرني الشيخ عبدالله بن حامد الغامدي أنه قد صلى وراءه إماماً للحرم . وكان أيضاً من جلساء الشيخ عبدالرزاق حمزة مدير مدرسة دار الحديث المكية ، والشيخ الداعية صالح العشماوي الذي ارتبط بعلاقة رحم من قريتنا وهو والد الدكتور الشاعر عبدالرحمن العشماوي وكان يتواصل مع جماعته ومنهم عدلاؤه عوضة أحمد دماس وراشد بن أحمد الفقية يرحمهما الله ، وكانا يحجان معه كل سنة ومحمد بن سعيد وابنه عبدالرحمن وغيرهم من قرية عراء والشيخ سعد المليص من قرية الريحان والشيخ علي معجل من قرية عراء ومحمد عبدالله إبن عياش من دار الجبل ومحمد قران ومحمد الرقيب من الغشامرة ورجل الأعمال سعد بن سلمان من بني كبير ومسفر أحمد المرضى وعلي بن صغير والد الأستاذ عبدالرحمن بن صغير من وادي العلي ومحمد بن عيسى من الغمدة مؤسس أول محطة بداية طريق السيل الطائف وسعد بن خميس وشقيقه علي من قرية الخويتم وسعيد أبو راس وعلي دغسان وكان يسكن عنده في سكن المسجد المجاور لبيت إبن أخيه علي بن خضر وناصر محمد الفقيه من قرية الريحان استضافهما وهما في مقتبل العمر يرحمهم الله جميعا وموتى المسلمين . كانت محطة محمد بن عيسى نقطة التقاء الجماعة وأنشأ أيضا بعدها مسفر المرضى محطة بجوارها وكان كل من يسافر من الباحة وكل من يعود لها يمر عليها.
اشترى الوالد يرحمه الله عدداً من الخيام ليقيم مخيما سنويا للحج في منى وكان يحج معه من أراد الحج من الجماعة والأصدقاء .

وقد أنشأ الوالد يرحمه الله علاقة متينة مبنية على حبه في الله للعلماء من آل الشيخ حيث يتواصل معهم أثناء وجودهم في مكة قبيل الحج وبعده ، منهم الشيخ عبدالله بن حسن والد معالي وزير المعارف السابق الشيخ حسن آل الشيخ والشيخ عمر بن حسن آل الشيخ رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والشيخ محمد بن إبراهيم المفتي السابق ورئيس القضاء والذي طلب من الوالد أن يعمل قاضياً ولكنه امتنع ووافق على وظيفة داعية في مركز الدعوة والإرشاد بعد افتتاحه قبيل وفاته يرحمه الله وكانت له مواعظ ودروس في الحرم وفي المساجد دورية ، والتقى بفضيلة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز قاضي الدلم آنذاك ، وصارت بينهما علاقة محبة في الله ومراسلات منذ أن كان قاضياً في الخرج رحمهم الله أجمعين . وبقي على رأس وظيفته حتى وافاه الأجل المحتوم بعد أدائه الحج يوم التاسع والعشرين من شهر ذو الحجة عام 1386 في الطائف وقد ووري جثمانه في مقبرة بجانب جامع عبدالله إبن عباس رضي الله عنهما عن عمر يناهز الخامسة والخمسين يرحمه الله ، مخلفاً وراءه زوجتين وثمانية أبناء وخمسة بنات رحم الله من مات منهم وحفظ من بقي . والحمد لله رب العاملين والصلاة على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين .

المراجع/ الوالدة رحمها الله
_ وثيقة وقف البلاد
_ الشيخ عبدالله السعدي يرحمه الله زرته في بيته توفي بالطائف أخبرني عن سبب حفظ الوالد للقرآن
_العم عبدالله بن حامد حفظه الله
_ فضيلة الشيخ سعيد بن عياش حفظه الله وعافاه
_ محمد قران يرحمه الله

جمعه وكتبه إبراهيم سعيد العمودي آل شريحي الغامدي
4 محرم 1442هـ


*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس